
التفكير في تقسيم الحوض الشرقي ليس بالجديد
الفكرة طرحت في عهد المخطار ولد داداه
ولكن حينها لم يوجد لها مسوغ مقنع
وهاهي تعود اليوم بعد الزيارة الأخيرة لرئيس الجمهورية
ولا أدري ما المسوغ الآن لذالك
إلا إذا كان الهدف تحجيم وتقزيم هذه الصورة المدهشة التي استقبل بها الحوض الشرقي رئيس الجمهورية من حشود بشرية وحفاوة لم يسبق لها مثيل
فغاظت بذالك صدور موغلة في الجهوية والمناطقية
فأرادت ان تكون مكافأة الحوض الشرقي على هذا الاستقبال الحاشد هو تقسيم الحوض الشرقي وتقزيمه
المتابع بدقة للإعلام الجهوي والمناطقي وهو واقع لاينكره إلا مكابر
لا بد أن يستنتج طموح هذه الجهات إلى تقسيم الحوض بدعاوى تنموية وغيرها وهو ما تكذبه الوقائع والمقارنات
لا تقف جغرافية الولاية ولا ساكنتها ضد أي مبادرة تنموية أو استثمار تنموي
ولا يقف البعد من نواكشوط أيضا ضد ذالك
إن الإرادة هي وحدها القادرة على تنمية المناطق وتطوير المجتمعات حتى وإن كانت تعيش على المريخ
وبالمقابل الإرادة وحدها هي القادرة على تهميش المناطق والجهات وتقسيمها وتقزيمها مثل ما تطمح له القلوب الحاقدة على الحوض الشرقي
إنما نشاهده ونتابعه اليوم من هجوم الإعلام المناطقي على وجهاء الحوض وأمرائه وأطره ما هي إلا عملية إرهابية لكسر نفوس هؤلاء بغية تمرير هذا المشروع الحاقد القديم الجديد في حق الحوض الشرقي
إذا كان الحوظ الشرقي وعلى ألسن كثيرة وخاصة من هذه الجهات يعاني من انعدام التنمية والتهميش وهو الخزان الانتخابي الكبير الذي يسيل له لعاب الرؤساء والطامحون إلى السلطة
فكيف سيكون تهميشه ونسيانه بعد التقسيم والتقزيم؟
لاشك أنه سيكون في خبر كان
إن تقسيم الحوض الشرقي لو حدث لا قدر الله ليس لأهداف تنموية ولا اقتصادية
وإنما هو تحقيق لأهداف سياسية حاقدة ليست بالجديدة
تكره الحوض وأهله وتريد أن تخرجه تماما من حسابات اللعبة السياسية والانتخابية في البلد
واخترت كلمة لعبة لأنها لعبة بالفعل
ملاحظة
قسم نواكشوط إلى ثلاث ولايات لدواعي تنموية
فماهي النتيجة؟
فمازال نواكشوط هو نفسه نواكشوط قبل التقسيم وبعد التقسيم
كل ما حدث هو زيادة الأعباء المالية على الخزينة

