
في خطوة تُعدّ سابقة في تاريخ موريتانيا الدبلوماسي، تم انتخاب الدكتور سيدي ولد التاه رئيسًا لمجموعة البنك الإفريقي للتنمية، وهو إنجاز يفتح آفاقًا جديدة للدور الموريتاني على الساحة الاقتصادية والسياسية الإفريقية.
ويأتي هذا الفوز تتويجًا لمسار طويل من العمل الدبلوماسي الهادئ والفعّال، الذي قادته الدولة الموريتانية في المحافل الإقليمية والدولية خلال السنوات الأخيرة، بإشراف مباشر من فخامة رئيس الجمهورية، الذي أحسن توجيه البوصلة نحو تعزيز الحضور الموريتاني في المؤسسات الكبرى على مستوى القارة.
لم يكن هذا الإنجاز مجرد نجاح شخصي لمسؤول موريتاني رفيع، بل يمثل تتويجًا لسياسة خارجية تنتهج الواقعية والطموح، وتسعى إلى تثبيت موريتانيا كلاعب مسؤول ومؤثر في محيطها الإفريقي.
لقد حظي الدكتور سيدي ولد التاه، وهو الخبير الاقتصادي والدبلوماسي المعروف، بثقة الدول الأعضاء في البنك، لما يتمتع به من خبرة عريضة وكفاءة مشهودة، عززتها سنوات من العمل في مناصب دولية وإقليمية، كان أبرزها توليه منصب المدير العام للمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا.
ويمكن اعتبار هذا الفوز رسالة ثقة من القارة الإفريقية في الكفاءة الموريتانية، كما أنه يحمل أبعادًا استراتيجية، سواء في ما يخص دعم التنمية في إفريقيا، أو في ما يتعلق بتعزيز التنسيق بين دول القارة في مواجهة التحديات المشتركة.
إن موريتانيا اليوم، وبعد أن حققت إنجازات محلية لافتة في مجالات الأمن، والبنية التحتية، والاستقرار الاقتصادي، تنتقل بثقة إلى دوائر التأثير الأوسع، وهو ما تجسّده نتائج هذا الحدث التاريخي بكل أبعاده الرمزية والتنموية.
وبذلك، يكون هذا الفوز دليلاً على أن الاستثمار في الإنسان، والدبلوماسية الذكية، ورؤية القيادة، هي المفاتيح الحقيقية لصناعة الفارق في عالم يتسابق نحو مواقع التأثير وصناعة القرار
Eminou Chach