بعد إغلاق المدارس.. معلمون فلسطينيون يواجهون كورونا بدروس على فيسبوك

اثنين, 09/03/2020 - 12:13

أصبح متاحا لطلبة العلوم في مدرسة قباطية الأساسية للبنين جنوب جنين بالضفة الغربية، متابعة دروسهم اليومية عبر موقع فيسبوك، حيث أعلن معلمهم ثامر سباعنة عن تقديم حصص دراسية مصورة يومية خلال العطلة الإجبارية التي دخلت بها المدارس الفلسطينية لمدة شهر تجنبا لانتشار فيروس كورونا.

وعبر سباعنة، وهو معلم منذ 17 عاما، عن استعداده لتلقي الأسئلة والاستفسارات للإجابة عنها هاتفيا أو عبر الإنترنت، ودعا طلبته إلى عدم هدر العطلة وإعداد برنامج دراسي مناسب خلال فترة الطوارئ.

وقال إن انقطاع الطلبة عن التعليم لمدة شهر سيصرفهم عن دروسهم اليومية، وهم كما كل العالم اليوم، متابعون لمواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، وهي منصة يمكن استثمارها لإكمال خطتهم الدراسية.
 

دروس يومية عبر فيسبوك
وكان سباعنة يستثمر مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية للتفاعل مع طلبته خلال أيام الدوام المدرسي العادية، لكنه ومع قرار السلطة الفلسطينية إغلاق المرافق التعليمية خشية تفشي مرض كورونا، قرر نقل دروسه اليومية ليبثها عبر فيسبوك.

وأعلنت السلطة الخميس حالة الطوارئ في مناطق الضفة الغربية وأغلقت المدارس والجامعات ورياض الأطفال لمدة شهر، كما منعت التجمعات كحفلات الزفاف والدوريات الرياضية والمهرجانات والمؤتمرات، بعد اكتشاف 19 إصابة بفيروس كورونا في مدينة بيت لحم وحدها، إلى جانب إدخال العشرات إلى الحجر الصحي إثر تواصلهم مع وفود أجنبية ظهرت عليها عوارض المرض بعد مغادرتها فلسطين.

ويعلم سباعنة صفوف السابع والثامن ولديه تواصل دائم مع طلبته عبر صفحة "معلم علوم" أو صفحة مدرستهم الفاعلة، وكان أحد المرشحين للحصول على جائزة أفضل معلم في الضفة الغربية العام الماضي.

وقال إنه تلقى ردود فعل إيجابية من أولياء أمور الطلبة الذين دعموا الفكرة، إلى جانب متطوعين آخرين أبدوا استعدادهم لتقديم مساعدة تقنية في إنتاج الفيديوهات المصورة وتوفير منصات متعددة لنشرها. وموافقة مدير مدرسته على تعميمها عند بقية المعلمين وفي مختلف المواد الدراسية.

استعادة مبادرات التعليم الشعبي
وتعيد مبادرات المعلمين هذه إلى الأذهان ما عُرف بـ"التعليم الشعبي" خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى نهاية الثمانينيات، حين قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق المدارس والجامعات الفلسطينية لفترات طويلة، ولجأ المعلمون إلى تشكيل مجموعات صفية خارج المؤسسات التعليمة لتجاوز المنع. وكان للمعلم سباعنة دور في تقديم دروس تعليمية للأسرى الفلسطينيين في فترات اعتقاله العديدة بسجون الاحتلال.

إلى جانب ذلك، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مبادرة المعلم أشرف عدوان من بلدة عورتا جنوب نابلس ويعمل في مدرسة ذكور جمّاعين القريبة، لتعليم طلبته عن بُعد.
التعليم باللعب
ويتجنب عدوان منذ تعيينه قبل ثلاث سنوات في تدريس المرحلة الأساسية الأولى، أسلوب التعليم التقليدي ويلجأ إلى "التعليم باللعب" ويستعين في صفوفه الدراسية بلوح تفاعلي يشرح بواسطته الدروس التعليمية عن طريق الألعاب الإلكترونية.
 

واجبات تعليمية على الفيسبوك
ويقدم عدوان على صفحته على الفيسبوك واجبات تعليمية يتابعها أولياء أمور طلبته ولديه مجموعة تواصل يتلقى خلالها الواجبات الدراسية مصورة منهم ويقوم بتصحيحها وتقييمها ويعيدها لهم. كما يتلقى فيديوهات من الأهالي لأبنائهم خلال دراستهم يتابع فيها واجبات الطلاب في حفظ الأناشيد والدروس أو العمليات الحسابية.

ويقول إن الطلبة في المرحلة الأساسية سيكونون أكثر المتأثرين من الانقطاع عن صفوفهم خاصة أنهم عرضة لنسيان عمليات حسابية مهمة كالجمع والطرح ومعارف أساسية في العلوم الأخرى.

وأشار إلى أن مدارس ومعلمين في محافظات مختلفة استعانوا بتجربته وقاموا بتعميمها للتعليم بالتواصل والتفاعل الإلكتروني خاصة مع إعلان العطلة الطارئة أخيرا.

ويذكر عدوان نماذج من التعليم عن بعد يستخدمها معلمون صينيون لمواجهة أزمة كورونا التي بدأت هناك منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، عبر تخصيص دروس تعليمية إلكترونية. لكنه يضيف أن المعلمين الفلسطينيين قادرون على الإبداع بهذا المجال أيضا.
 

توجه رسمي نحو التعليم عن بُعد
وتتجه وزارة التربية والتعليم الفلسطينية إلى دراسة تعميم التعليم عن بُعد بالاستفادة من الوسائل التقنية الحديثة. وأعلنت مديريات تعليمية تابعة لها مبادرات كاعتبار المدارس مراكز تعلّم عن بُعد، كما أعلنت مديرية تعليم قلقيلية شمال الضفة الغربية. وقالت المديرية في بيان لها إنها ستصمم حصصا إلكترونية في مراكز الحاسوب المنتشرة في مدارسها.

وقدر مدير عام التعليم التقني بوزارة التربية والتعليم الفلسطينية جهاد دريدي، في حديث للجزيرة نت، أن تتوجه وزارته لتبني التعليم الإلكتروني خلال فترة الطوارئ.

وتقدم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية برنامجا ممنهجا لتدريب المعلمين على توظيف التقنيات في دروسهم التعليمية. وحسب البيانات الرسمية بلغ عدد طلبة المدارس في مناطق السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة والمؤسسات التعليمية التابعة لها في القدس نحو مليون وثلاثمئة ألف طالب.
 

وتفيد بيانات الإحصاء الفلسطيني بأن أكثر من ثلث الأسر الفلسطينية لديها جهاز حاسوب، وأن حوالي 65% منها لديها نفاذ للإنترنت في المنزل عدا عن الإنترنت في الهواتف الخلوية. وأن أكثر من 80% من الأفراد يمتلكون المهارات الأساسية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

المصدر : الجزيرة

تصفح أيضا...