يعد استعمال مسكنات الألم وخاصة المواد الأفيونية (opioids) الخاضعة للرقابة، خطيرا. لذلك من الضروري أن تطرح هذه الأسئلة على طبيبك حتى تتمكن من إدارة الألم بطريقة آمنة وفعالة.
وفي تقريرها الذي نشرته مجلة "ذي هيلثي" الأميركية، قالت الكاتبة ليزا ماري كونكلين إن الأطباء والمرضى أصبحوا يتعاملون مع إدارة الألم بحذر أكبر في هذه الأيام، لكن هذا لا يعني أنك ينبغي أن تعاني أو تقلق بشأن إدمانك على المسكنات التي تستهلكها.
تخضع المسكنات الأفيونية -مثل المورفين والكودين- للرقابة لسبب ما، إذ يمكن أن تكون خطرة جدا عند عدم استخدامها تحت إشراف طبيبك ورعايته.
وقد أشار أخصائي الألم آشر غولدشتاين إلى أن "الألم الأساسي الناجم عن إصابة واحدة قد يختلف عن نوع آخر من الألم، وينطبق الأمر ذاته حتى على الدواء المناسب لنوع مماثل من الألم".
ونقدم لك هنا 10 أسئلة لطرحها على طبيبك للحصول على العلاج المناسب لألمك، حيث إن الاستعمال الخاطئ للمسكنات له مضاعفات قد تصل إلى الإضرار بالكلى وحتى الموت:
1- ما الذي يسبب أعراض الألم؟
إذا كان ألمك لا ينبع من مصدر واضح، فحاول تحديد المشكلة عبر تحديد موضع الألم. بعبارة أخرى، سجل ما كنت تفعله وما كان يحدث قبل بداية شعورك بهذا الألم. وحسب الدكتور جيرمي ألين فإنه "حتى الأشياء البسيطة مثل تغيير النظام الغذائي، أو عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم، أو مقدار التوتر الذي تعاني منه، يمكن أن يؤثر على مستوى الألم لديك".
2- ما هو تشخيصي؟
يجب أن نتذكر أن الألم عرَض وليس تشخيصا. من المهم أن تعرف أن طبيبك لديه فهم جيد للسبب الأساسي لآلامك، ولكن من دون تشخيص صحيح سيصعُب وصف العلاج المناسب.
3- هل تعالجني من الألم الحاد أو الألم المزمن؟
يبدأ الألم الحاد فجأة، ولكنه يبدأ في التلاشي بمجرد استئناف عملية العلاج. من ناحية أخرى، يستمر الألم المزمن عادة لفترة أطول من ستة أشهر، ومن الضروري فهم الإطار الزمني المتوقع للألم والعلاج.
من جهته، قال الدكتور جايكوب كروثرز إنه "يتعامل مع الألم الحاد والألم المزمن بشكل مختلف تماما، وهناك إستراتيجيات معينة قد تكون ناجعة مع إحداها وغير فعالة مع الأخرى".
4- هل أخذت بعين الاعتبار جميع الأدوية التي أتناولها وظروفي الصحية الأخرى؟
بعض الأدوية لا تتفاعل بشكل جيد مع الجسم، ويمكن أن تسبب المزيد من المتاعب. ويمكن أن يؤدي تناول خليط سيئ من الأدوية التي تحتوي على المواد الأفيونية، إلى آثار جانبية خطيرة. ستنتج هذه المواد في نهاية المطاف كميات غير متساوية من الإنزيمات الأساسية التي يستخدمها الجسم للمعالجة، مما قد يؤدي إلى أداء غير متناسق لكل من المسكنات أو تراكم تلك المواد في الجسم.
5- ما هي الطريقة الأفضل لإدارة الألم؟
يقول الدكتور يوجين فيسكوسي إن أفضل طريقة "حالية لإدارة الألم تتلخص في البدء باستخدام مسكن للألم لا يحتوي على مواد أفيونية على غرار الأسيتامينوفين، بالإضافة إلى مسكن مضاد للالتهابات لا يحتوي على مركب الستيرويد مثل الآيبوبروفين أو ربما دواء مثل غابابنتين. ويكمن المفتاح في استخدام أقل جرعة فعالة لأقصر فترة زمنية".
6- هل يمكنني تجربة العلاجات التي لا تحتوي على المواد الأفيونية أولا؟
لا يحتاج ألم الظهر أو أي جزء آخر من الجسم بالضرورة إلى وصفة أفيونية. وفي الواقع، يمكن أن يتلاشى الألم الحاد والمزمن مع العلاج الطبيعي، كالوخز بالإبر أو التدليك، ومضادات الالتهاب التي لا تحتاج إلى وصفة طبية.
7- لا أرغب في أخذ مسكنات بوصفة طبية، ما الخيارات الأخرى المتاحة لي؟
ما لا يدركه كثير من الناس أنه في أحيان كثيرة يمكن للأدوية الموصوفة أن تزيد من حدة الألم، في حين أنهم قد يستجيبون بشكل جيد للأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية.
قبل اتخاذ مسار المواد الأفيونية الموصوفة، قد تساهم تغييرات في نمط الحياة في تخفيف الألم، مثل اليوغا والتأمل وفقدان الوزن والتمرين.
8- أنا أستخدم العلاج الطبيعي، لماذا ما زلت بحاجة إلى مسكن للألم؟
العلاج الطبيعي يمكن أن يسبب آلاما كبيرة، ولكن النتائج النهائية لهذا العلاج ستساعد في إدارة الألم. وبهذا الشأن، قالت أخصائية التخدير والألم أنيتا غوبتا "يمكن للأدوية المساعدة في تسهيل العلاج الطبيعي وتخفيف عملية الالتهاب التي يمكن أن تحدث أثناء جلسة العلاج الطبيعي".
9- ما هي الآثار الجانبية الشائعة لتناول مسكنات الألم؟
أوردت الكاتبة أن الآثار الجانبية تختلف من شخص لآخر. وفي الحقيقة، يمكن لأي دواء أن يخلف آثارا جانبية غير سارة مثل زيادة الوزن، والتعب، وجفاف الفم، والغثيان. لذلك، اسأل طبيبك عن الآثار الجانبية المحتملة لمسكن الألم، وتأكد من مناقشة الآثار النادرة حتى يكون لديك فكرة أفضل عما ينبغي الانتباه إليه.
في هذا السياق، أوضح الدكتور ألين أن "بعض الأدوية يمكن أن تسبب أيضا مشاكل في الجهاز الهضمي ومشاكل في الكبد وضعف وظائف الغدة الكظرية".
10- هل يمكن أن أدمن على مسكنات الألم؟
بينت الكاتبة أن المرضى بحاجة إلى معرفة أن إدمان مسكنات الألم يعد خطرا محتملا، خاصة مع الاستخدام الطويل الأجل والمرضى الذين لديهم عوامل سببية.
وأوضح الدكتور مدحت ميخائيل أن هناك أدوات فحص قد يستخدمها طبيبك لتقييم خطر إدمانك. وتشمل هذه المخاطر مشاكل مع الكحول والتدخين.
المصدر : الجزيرة,الصحافة الأميركية