
قال المدير الجهوي للتربية وإصلاح النظام التعليمي بكوركل، فالي ولد الناجم إن مشروع المدرسة الجمهورية الذي أطلقه رئيس الجمهورية "يشكل حجر الزاوية في إصلاح المنظومة التربوية الوطنية وتطوير التعليم".
مدير التربية بكوركول الذي كان يحاضر أمام إداريي ومنخبي ولايات: كوركول ولبراكنة وكيدي ماغه السبت الماضي في اليوم الأول من الملتقى التكويني والتوجيهي للسلطات الإدارية والبلدية في الولايات المذكورة والذي افتتحه وزير الداخلية واللامركزية أكد أن "فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني جعل من التعليم أولوية مركزية في برنامجه الإصلاحي، باعتباره ركيزة أساسية لبناء مجتمع متماسك وتحقيق التنمية المستدامة، من خلال اعتماد مشروع المدرسة الجمهورية كخيار استراتيجي لإصلاح التعليم".
ولفت مدير التربية بكوركول إلى أن التعليم يعد "عنصرًا أساسيًا في نمو المجتمعات وازدهارها وتطورها"، منوها إلى أن "فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني جعل التعليم أولوية في برنامجه الانتخابي وخطابه السياسي، وذلك من إطلاق إصلاحات طويلة المدى تنبني على خطط نابعة من السياق الوطني، إجراء تقييمات شاملة حول النظام التربوي، بهدف تشخيص الخلل، والبحث عن الحلول، فضلا عن إدخال التحسينات الضرورية على المناهج الدراسية والتحسين المستمر لظروف المدرسين وتحديث بيئة التعلم التربوي".
وأضاف مدير التربية بكوركول في محاضرته التي شهدت حضورا واسعا "الخطوات المتلاحقة لإصلاح التعليم لم توفِ بوعودها من قبل"، موضحا أن المدرسة الجمهورية التي حلت هذ المشكل "ليست فقط نظامًا تربويًا ينقل جيلًا من مجتمع تقليدي، يقوم على القبلية والمحسوبية وتكافؤ الفرص إلى فضاء مدني منفتح وحر، بل أصبحت اليوم أداة فعالة لإصلاح التعليم وتأهيل الأجيال المقبلة وتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة".
وقدم مدير التربية بكوركل الذي كان يحاضر بتفويض من نظيريه في ولايتي لبراكنة وكيدي ماغه نبذة تاريخية عما عرفته موريتانيا من إصلاحات للنظام التعليمي مشيرا في هذ الصدد إلى "إصلاح 1959 الذي كان هدفه دمج المواد الوطنية في البرامج الدراسية للمؤسسات التعليمية الموجودة آنذاك، مرورا بإصلاح 1967 الذي سعى إلى مراجعة البرامج التربوية وتعريب التعليم الأساسي".
واستطرد مدير التربية بكوركل "إصلاح 1973 (نظام 6/6): هدفه تعميم التعليم الأساسي وتطوير المناهج، وصلاح 1979 تمّ ترسيم تعليم مزدوج أحدهما باللغة العربية والآخر باللغة الفرنسية (كرس الفُرقة)، وإصلاح 1999 كان خطأ فادحا"، معتبرا أن مشروع المدرسة الجمهورية "يضمن بيئة تعليمية آمنة وجذابة ومتكافئة في جميع أرجاء الوطن، من خلال تفعيل الأنشطة التربوية والمتابعة إلى ترسيخ الودادية لكل أطياف الزوايا والقبائل والمناطق. تعمل البرامج التربوية على تنمية التفكير الناقد لدى التلاميذ، وتحفزهم على التعبير عن الأفكار بأسلوب صحيح، لا تنتهك الحرمات، وتبني الحضارات، من أجل جعل المدارس فضاءات مفتوحة لحب الآخر واحترام الرأي".
وأشار مدير التربية بكوركل إلى ان "ميثاق المدرسة الجمهورية الذي تم تبنيه وتوقيعه من طرف فخامة رئيس الجمهورية بتاريخ 27 يناير 2023"، نص على أنه "لا يمكن لأي منظومتنا التربوية أن تؤدي رسالتها النبيلة وأداءها لوظيفتها الحضارية إذا لم تستطع أن تدمج في مناهجها وأنشطتها اللغتين الوطنيتين: الولفية والسوننكية، إلى جانب العربية كلغات للتدريس، وهو ما بدأت وزارة التهذيب الوطني في تطبيقه تدريجيا منذ السنة الدراسية الماضية".
وعن الكتاب المدرسي أوضح انه تمت "طباعة 200000 كتاب مدرسي باللغتين، وتم توفير 60000 كتاب إضافي خلال هذا العام. كما استفادت مدارس التعليم الأساسي في المناطق ذات الكثافة السكانية الناطقة باللغات الوطنية من 100000 جدول تعليمي و50000 مقعد مزدوج و10 آلاف طاولة مفردة و50000 محفظة مدرسية مجهزة، وهو ما يعادل نصف الحضور اليومي للتلاميذ في تلك المدارس".
وفي ختام مداخلته، أكد المدير الجهوي أن الدولة تسعى من خلال المدرسة الجمهورية، إلى ترسيخ قيم المواطنة والوحدة الوطنية، وجعل المدرسة فضاء جامعا يعزز الاندماج الاجتماعي، ويؤهل أجيالا قادرة على الإسهام الفاعل في بناء موريتانيا الحديثة.
كيهيدي - محمد محمذ فال/ مراسلون

