
في زيارة غير تقليدية جاب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني مختلف مقاطعات ولاية الحوض الشرقي، وتميزت هذه الزيارة بالقرب من المواطن، والاستماع لهمومه وآرائه؛ لكنها حملت رسائل مختلفة تميزت بالوضوح والدقة.
عقد رئيس الجمهورية لأول مرة منذ تسلمه للسلطة لقاءات مع المواطنين في أقصى شرق البلاد وهي اللقاءات التي حملت رسائل للسكان المحليين وغير المحليين في تطبيق للمثل العربي "إياك أعني واسمعي يا جارة".
كانت أول هذه الرسائل من "انبيكت لحواش" أقصى شرقي موريتانيا، ومنها دعا الرئيس إلى نبذ الخلافات العرقية وترك القبلية والجهوية، والتلاحم تحت ظل الدولة التي تجمع ولا تفرق؛ وهي الرسالة التي وصلت واستقبلها الجمهور بتصفيق وحماس يُنبئ عن إدراك القصد لرسالة انطلقت من أقصى الشرق لتعم جميع مناطق البلاد.
ومن "باسكنو" جاءت الرسالة الثانية وهي الرسالة التي راعت الوضع الأمني في المنطقة وأبانت اطلاع الرئيس على أدق التفاصيل في هذا المنكب الذي يبعد كيلومترات فقط من خط النار المشتعل في الشمال المالي.
وفي "عدل بكرو" التي تشهد مقاومة خاصة لظروف الحياة أبطالها المدرسون؛ جاءت رسالة التعليم التي دعا فيها الرئيس لتبجيل المعلم وجعله في المكانة اللائقة في تأكيد على أن معاناة المدرس في "آدوابة"، و"لكصور"، والقرى النائية محسوس بها، وأن جهوده مثمنة لدى هرم السلطة في البلاد.
من مدينة "آمرج" تابعنا رسالة المواطنة والتشغيل وفرص الأجانب التي تتضاعف مع عزوف المواطن عن العمل، وركزت هذه الرسالة على غرس المواطنة والانتماء لدى سكان المنطقة بصفة خاصة، والسكان في مختلف بقاع البلاد بصفة أعم.
أما في "تمبدغة" عاصمة الحوض السياسة فهيمنت الرسائل السياسية؛ دعوة للحوار ونبذ الخلاف، والعمل على إنجاح برنامج صاحب الفخامة بعيدا عن التجاذبات والأحاديث السابقة لأوانها.
في هذه الرسالة -التي وصلت بلا شك- وضع الرئيس حدا للتجاذبات السياسية والنقاش المحتدم عن مرشح الانتخابات الرئاسيات المقبلة؛ وهو نقاش سابق لأوانه بكل تأكيد.
خاتمة رسائل الشرق جاءت من جيكني حيث كان التركيز على الفساد ومحاربة المفسدين، ولم تكن هذه الرسالة من فراغ بل جاءت لتأكيد المضي في محاربة الفساد، وإعادة ملف المفسدين للواجهة بعد تراجعه بسبب الزيارة ورسائلها المتعددة.
ورغم تعدد رسائل الشرق والدقة والوضوح اللذين اتسمت بهما هذه الرسائل؛ حملت خرجات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الأولى من نوعها منذ تسلمه للسلطة، معلومات جديدة عن شخصية الرئيس، وأبانت هذه الخرجات عن إلمام رئيس الجمهورية بتفاصيل واقع بلاده، وسياسته في إدارة الحكم؛ وهي السياسة التي تجمع بين الحكمة والصرامة.
الشيخان سيدي

