قفزة نوعية في صون التراث الموريتاني

أحد, 26/10/2025 - 18:37

شهدت الثقافة الموريتانية بصفة عامة، وقطاع التراث الوطني بصفة خاصة، قفزة نوعية غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة من عهد فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، حيث عرفت البلاد حراكًا ثقافيًا واسعًا أسهم في إبراز مكونات الهوية الوطنية وتعزيز حضور موريتانيا في الساحات الثقافية الإقليمية والدولية.
وخلال ثلاثة أعوام فقط، تمكنت المحافظة الوطنية للتراث، برئاسة المحافظ الأخ بحام ولد محمد لقظف، من تحقيق إنجازات مهمة في التعريف بالسياسة الثقافية الموريتانية في بعدها التراثي، على المستويات العربية والإفريقية والإسلامية والعالمية. ويعتبر هذا المجهود من التطورات التي تمت في الظل بعيدا عن الاعلام ولم تحظ بتسليط الضوء رغم انها تعتبر جوهرية في العمل الثقافي.
وفي سنة 2025، باشرت المحافظة الوطنية للتراث العمل على تثمين وإحياء وتسجيل التراث الموريتاني المغمور، وذلك تنفيذًا لالتزامات موريتانيا بعد توقيعها على اتفاقية حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه سنة 2023. ويأتي هذا التوجه في إطار الرؤية الاستراتيجية للسلطات العمومية الرامية إلى صون الذاكرة الجماعية وتثمين الرصيد الحضاري للبلاد.
ومن أبرز الإنجازات التي تحققت في هذا المجال:
1. تسجيل المحظرة الموريتانية كتراث إنساني عالمي باسم الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وهو الاعتراف الذي تم رسميًا سنة 2023 في بتسوانا.
2. تسجيل ملحمة صنب كلاج كتراث إنساني للبشرية باسم موريتانيا، وذلك سنة 2024.
3. تسجيل عشرين موقعًا موريتانيًا كتراث إسلامي عالمي بعد أن كانت مصنفة كمواقع وطنية فقط، في خطوة تعكس عمق البعد الحضاري الإسلامي للبلاد.
وفي إطار مواصلة هذه الجهود، تعمل المحافظة الوطنية للتراث حاليًا على إعداد ملفات تسجيل أربعة مواقع جديدة ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي، وهي:

مدينة أوداغوست
مدينة كمبي صالح
قلب الريشات
موقع آزوكي

وتأتي هذه المساعي ضمن رؤية وطنية شاملة تهدف إلى جعل التراث الموريتاني رافعة للتنمية الثقافية والسياحية، وتعزيز حضور موريتانيا في المنظمات الدولية المعنية بالتراث والثقافة، مثل اليونسكو والإيسيسكو والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
إن هذه الإنجازات تشكل نقلة مهمة واستثنائية في مسار صون التراث الوطني، وتعكس بوضوح الإهتمام الكبير الذي توليه القيادة الموريتانية للثقافة والهوية الوطنية، كما تجسد الدور الريادي للمحافظة الوطنية للتراث في حماية الذاكرة الحضارية للبلاد وإبرازها في المحافل الدولية.

 بابا احمد سيد فال

 

تصفح أيضا...