الشيخ محمد الحافط  النحوي في مقابلة مع مراسلون :العلاقات الموربتانية المغربية مميزة ولن تتأثر بأي تصريحات عابرة

اثنين, 29/08/2022 - 07:19

فضيلة الشيخ محمد الحافظ النحوي رئيس التجمع الثقافي الإسلامي، أهلا بكم في هذا الحوار ونشكر لكم إتاحة هذه السانحة .
 
مراسلون /  ماهو تعليقكم على التصريحات الأخيرة للدكتور أحمد الريسوني ؟
 
الشيخ النحوي: الحمد لله القائل {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} والقائل {لاخَيْرَ فِى كَثِيرٍۢ مِّن نَّجْوَىٰهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَٰحٍ بَيْنَ ٱلنَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}
والصلاة والسلام علي سيدنا محمد القائل " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"
شكرا جزيلا لمنبركم المميز ..
لقد استغربنا التصريحات التي وردت عن الدكتور أحمد الريسوني لأسباب عديدة، منها أنها لم تأخذ في عين الاعتبار المعطيات الثابتة في الزمان والمكان، وأنها تسيئ أولا إلى ثوابت السياسة الخارجية للملكة المغربية بقيادة صاحب الجلالة أمير المؤمنين الملك محمد السادس الذي ما فتئ يؤكد علي حرصه علي علاقات حسن الجوار والتقارب بين شعوب ودول المغرب العربي بشكل عام ومع القيادة الموريتانية بشكل خاص. وقد كان لهذه التصريحات صداها السلبي في نفوس الموريتانيين وقد عبر عن ذلك فريق الصداقة البرلمانية الموريتانية  المغربية كما عبرت عنه هيئة العلماء في موريتانيا، وعبرت عنه أصوات أخرى كثيرة من داخل موريتانيا ومن داخل المغرب، وهي أصوات صادقة مؤتمنة على العلاقات الأخوية المتينة بين الشعبين الموريتاني والمغربي.
ولن يكون لهذه التصريحات بحول اللـه  أي تأثير علي المسارات الكبرى للعلاقات المغربية الموريتانية. ويكفي دلالة على ذلك حرص موريتانيا على عدم تحميل الدولة المغربية مسؤولية هذه التصريحات، وما عبر عنه العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطابه الأخير من رفض الإساءة للشعب الجزائري ولدول الجوار رفضا باتا،  وهو خطاب حمل الكثير من معاني الحكمة والإنصاف .
 
مراسلون /  كيف ترون مستوي العلاقات بين موريتانيا والمغرب وما هو الواجب لصيانتها  بشكل خاص والتأثير الإيجابي على المنطقة بشكل عام ؟
 
الشيخ النحوي: لا شك أن منطقتنا المغاربية تعيش منذ فترة أزمات متشعبة غذتها سجالات إعلامية عقيمة وأيادٍ خفية تريد العبث بأمن المنطقة وزرع الفتن بين أهلها وتشتيت كلمتهم والعبث بوحدتهم وانسجامهم. وتحاول هذه الأيادي خلق وافتعال أزمات بين دول منطقتنا وخاصة بين بلادنا والمملكة المغربية الشقيقة التي تربطنا بها علائق تاريخية وعلمية وثقافية وسياسية متجذرة.
نظرا لهذه العلاقات فإننا في التجمع الثقافي الإسلامي في موريتانيا وغرب وإفريقيا وانطلاقا من المبادئ الشرعية ومن نظرتنا الشمولية لأوضاع المنطقة وانسجاما مع الرؤية الثاقبة والسديدة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد بن الشيخ الغزواني  الذي جعل من ركائز برنامجه الانتخابي تقوية علاقات حسن الجوار والسعي إلى تفعيل الدور الريادي للدبلوماسية الموريتانية لتسوية النزاعات والسعي في تحقيق التقارب بين الدول والشعوب.  وانطلاقا من هذه الاعتبارات فإننا ندعو إلى تقوية هذه العلاقات المميزة رسميا وشعبيا والوقوف ضد كل المصطادين في المياه العكرة الساعين لتوتير هذه  العلاقات بسبب وبدون سبب.
وصونا لهذه العلائق فإننا ندعو حملة الأقلام والمفكرين وقادة الرإي والفكر في البلدين إلى تجنب كل ما يمكن أن يسيء إلى هذه العلاقات الثنائية فما يجمع البلدين أبقى وأجدى من اجترار معارك المستفيد الأول منها هم أعداء البلدين.
إن العلاقات المميزة بين قائدي البلدين فخامة الرئيس السيد محمد بن الشيخ الغزواني وصاحب الجلالة الملك محمد السادس خير دليل على متانة وعمق هذه العلاقات على المستوى الرسمي والشعبي .
وقد شكل التبادل العلمي والثقافي  بين البلدين رافدا مهما ومنبعا أساسيا لهذه العلاقات ولعل ذلك تجلى في الاحتفاء الكبير الذى يلقاه علماء ومشايخ موريتانيا في المغرب وما يحظون  به من عناية فائقة في إطار الدروس الحسنية الرمضانية وغيرها من المواسم العلمية المباركة، كما يحظى طلبة العلم المغاربة الذين يقصدون موريتانيا بعناية وترحيب كبيرين داخل المحاضر والمدارس الأهلية الموريتانية وفي بعض المؤسسات الجامعية.
إن بإمكان البلدين أن يشكلا نموذجا يحتذي  به في التكامل الاقتصادي في المنطقة في إطار شراكة رابحة من الطرفين، والمغرب من أهم الشركاء الاقتصاديين لموريتانيا، وهو يحتل مركز الصدارة بين شركائها التجاريين في القارة الإفريقية.
 
وعلي المستوى الأكاديمي والعلمي تحتل موريتانيا موقع الصدارة بين الدول المستفيدة من  المنح المخصصة  لها من قبل الوكالة المغربية للتعاون الدولي والتي كانت تسميتها في الأصل - عند تأسيسها - الوكالة المغربية  الموريتانية للتعاون- تعبيرا عن متانة وعمق العلاقات بين البلدين  , وقد استفاد من هذه المنح ألاف الأطر الموريتانيين على مدار عقود. وعلى المستوي الصحي يحظى المرضى الموريتانيون بعناية خاصة في المستشفيات المغربية كما يحظى  المقيمون المغاربة في موريتانيا بعناية واهتمام كبيرين أثناء ممارستهم لمختلف المهن الاقتصادية،  كما أن التعاون الثنائي في المجالات الأخرى يسير بوتيرة متسارعة خدمة لمصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وإضافة إلى ذلك نسعى وندعو إلى مزيد من التعاضد بين دول المغرب العربي عامة والعلاقات المغربية الموريتانية هي جسر أساسي لبناء المغرب العربي الكبير ولتوطيد أركان التعاون والتكامل على المستوى الافريقي العربي .
وهذه مناسبة لتوجيه أصدق التهانى  أصالة عن نفسي ونيابة عن كل من هو منا وإلينا من المشايخ والعلماء والأئمة والأطر بخالص  الشكر والتقدير  مشفوعا بالدعاء بموفور الصحة والعافية ودوام التوفيق والنجاح إلى صاحب الفخامة رئيس الجمهورية  السيد محمد ولد الشيخ الغزواني  حفظه الله وإلى شقيقه صاحب الجلالة أمير المؤمنين الملك محمد السادس حفظه الله علي جهودهم المشتركة لخدمة الاسلام والمسلمين وبناء بلدينا الشقيقين موريتانيا والمغرب والمساهمة الفاعلة في رعاية السلم والسلام في إفريقيا والعالم .  
حفظ الله شعوبنا المغاربية ووفق قادتها لكل خير وألف بين قلوبهم لما فيه صلاح شعوبهم وجعلهم وجعلنا جميعا قرة عين للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .

تصفح أيضا...