ماذا يريد الحوظ الشرقي من الحزب؟/ السعد عبد الله بيه

خميس, 04/03/2021 - 12:55

حضرت المنشط الإتصالي الهام الذي عقده رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية إلى جانب البعثة الحزبية المكلفة بشرح نتائج مؤتمر الحزب العادي الثاني ،والتي تأخرت لدواع موضوعية معلومة.

وقد حضرت هذا النشاط لسببين ؛ الأول كوني مواطنا موريتانيا ينتمى لهذه الجهة وهذا الجزء من الوطن ، والذين تمت توجيه الدعوة لهم.
والثاني : بناء على الالتزام الحزبي كوني منتميا لهذا الحزب وعضوا في لجنة هامة- لجنة التوجيه السياسي وترسيخ الديموقراطية- ولعل نتائج عملها - في حينه- ستمثل مضمونا هاما لخطاب البعثات الحزبية المتوجهة للداخل .
وقد أستطاع رئيس الحزب تلخيص الخطوط العريضة لخطاب هذه البعثات في التبشير بعناصر جديدة كل الجدة على المشهد السياسي الوطني :
- الانفتاح السياسي على القوى السياسية والمدنية والمجتمعية.
- إشاعة قيمة الهدوء في الخطاب والتناول والممارسة.
- تخليق وتحسين لغة السياسة.
- المساعدة وتأمين كل ما من شأنه إنجاح برنامج تعهداتي.
- الانصات إلى الناس .
هذه القيم الهامة والتي يحاول الحزب أن يجعل منها إطارا عاما ( نظرا وممارسة) هي بلا شك مما يحتاجه مجالنا العمومي السياسي، على الخصوص المثخن بجراح الصراع والتنافر والاختلاف قبل انتخاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني .
غير أنني سأتوقف مع المبدأ الهام المتعلق بضرورة الانصات إلى الناس؛ والصراحة مع حزبنا تستدعي منا قول التالي وتقريره وهو :
أولا ؛ ولاية الحوض الشرقي هي الولاية الأولى في الدعم السياسي للرئيس ؛ نتائج الانتخابات الرئاسية برهنت على هذا الدعم الذي فاق 80%، لذا لن تكون أو لا يجب أن يكون الحرص على موضوع الولاء السياسي؛ هو المحرك الأول لعمل البعثات الحزبية، فهو غير مطروح الآن.
ثانيا: لهذه الولاية أهمية خاصة من حيث حساسية الموقع ( وما يحمله ذلك من مخاطر) وحجم السكان والثروة ..
ثالثا: تشهد هذه الولاية مفارقة كبيرة لا تناسب قيمتها الحقيقية من حيث تردي مستويات الحياة العمومية.
بناء على هذا الواقع أقول أنني زرت مناطق متعددة من هذه الولاية وفي فتترات زمنية مختلفة ، ووقفت على البنى التحتية فيها والاجتماعية والاستثمارية، وكانت النتيجة أنها تحت المستوى المقبول كثيرا ، فالمدارس والنقاط الصحية والمشاريع ....مهملة بشكل رسخ مستويات من الفقر والتخلف المهول.
- لهذا فإن أعظم ما يمكن أن يعمله الحزب كجناح سياسي للحكومة وداعم أول للرئيس هو :
أولا : استعادة "الثقة" بين المواطن في هذه المناطق والحزب أولا والحكومة ثانيا .
ثانيا : أن يتجاوز في خطابه الطرح السياسي النظري والدعائي؛ إلى مناقشة الأوضاع التنموية الحقيقة المتعلقة بمعاش الناس وتنمية مناطقهم الزراعية والرعوية و مصالحهم التجارية والخدمية. 
ثالثا: أن يفكر في خطط محكمة للاستثمار في المجالات الصناعية وتفعيل العمل الجهوي والبلدي بشكل حقيقي ينعكس على أوضاع الولاية التي ستكون نهضتها عاملا مساعدا على نهضة الوطن بكل ولاياته . 
في النهاية ما تحتاجه هذه الولاية هو ما يحتاجه كل الوطن ؛ الثقة والمصداقية والجدية والحلول العلمية والعملية ؛ وتجاوز السياسة من حيث الشكل إلى المضمون أي التنمية.

تصفح أيضا...