كيف تناولت الصحافة الدولية قضية التحقيق مع ولد عبد العزيز؟

جمعة, 21/08/2020 - 17:35

اهتم الإعلام العربي والعالمي بقضية اعتقال الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز والتحقيق معه في شُبه فساد كشف عنها تقرير اللجنة البرلمانية، الذي صدر الشهر الماضي.
ولم تخل أغلب الصحف والمواقع الدولية طيلة الأسبوع الجاري من مساحة تتناول الموضوع المذكور.

وكالة الصحافة الفرنسية AFP: هكذا اعتقل ولد عبد العزيز 

وكالة الصحافة الفرنسية AFP، التي تعتبر مصدرا جيدا لأخبار الأمن الموريتاني، كشفت الطريقة التي استٌدعي بها الرئيس السابق إلى الإدارة العامة للأمن الوطني من أجل التحقيق معه.

وقالت الوكالة إن الشرطة "استمعت، يوم الإثنين 17 أغسطس 2020، إلى الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز في إطار رده على وجود "شكوك قوية" تتعلق بـ"سوء الحكم واختلاس ممتلكات عامة"، وفق ما أعلن مصدر أمني".

وأضافت الوكالة إن "الشرطة توجهت إلى منزل الرئيس السابق ولد عبد العزيز لتطلب منه الرد على المحققين، لكنه رفض مرافقتها، واعداً باللحاق بها، وهو ما فعله بعد وقت قصير".

وقالت الوكالة إن هناك "شكوكا قوية" تتعلق بـ"سوء الحكم واختلاس ممتلكات عامة" تحوم حول الرئيس السابق.

وبحسب الوكالة فقد "بدأت جلسة الاستماع إلى ولد عبد العزيز خلال فترة بعد الظهر في مقر المديرية العامة للأمن الوطني حسب المصدر، ولم تتسن معرفة ما إذا كانت قد تواصلت في المساء".

وختمت الوكالة تقريرها بأنه في يناير الماضي "تشكّلت لجنة برلمانية مكلّفة بالتحقيق في عهد ولد عبد العزيز.

ومن بين ملفات التحقيق، كيفية إدارة عائدات البلاد النفطية وبيع ممتلكات عامة في نواكشوط وتصفية مؤسسة عامة كانت تؤمن إمدادات البلاد من المواد الغذائية، أو حتى نشاطات شركة صيد بحري صينية (بولي هونغ دونغ)، وفق مصادر برلمانية".

صحيفة "القدس العربي" اللندنية: قضية ولد عبد العزيز تجعل البلد في وضع مربك

صحيفة "القدس العربي" اللندنية قالت إن "البدايات الضعيفة لتشكل معارضة حول الرئيس السابق من الطامعين في ماله، قد لا يكون لها تأثير كبير في المدى المنظور لكنها قابلة للتطور، مع أن الرئيس السابق يواجه الجميع حاليا سواء في ذلك من كانوا يوالونه وتبرأوا منه ومن كانوا يعارضونه، كما أنه يواجه نظام خلفه صديق الأمس الرئيس محمد الشيخ الغزواني".

وبحسب الصحيفة فإنه رغم أن "أنصار الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز من السياسيين محدودون، لا يتجاوز من ظهر منهم للعلن حتى الآن، ثمانية وزراء سابقين، ومجموعة محامين، ومع أنه موجود قيد الاعتقال والتحقيق في ملفات معقدة بعضها مالي وبعضها أمني، فإن ثراء الرجل الفاحش وثراء أٌفراد أسرته، وتأثير المال السياسي في ظروف أخرى، كل هذا يجعل المرحلة التي يمر بها هذا الملف السياسي والقضائي، مرحلة حساسة بالغة التعقيد يضعان البلد أمام وضع مربك".

ولاحظت الصحيفة اللندنية أن مناصري الرئيس السابق "يتحركون بنشاط على المستوى الإعلامي والقانوني، وعلى مستوى شبكات التواصل، حيث يسعى فريق الدفاع لعقد مؤتمر صحافي، بينما استجلب الرئيس السابق محاميين فرنسيين من مكتب “باجو” الفرنسي، سينضمان لفريق الدفاع".

صحيفة "العربي الجديد": عرقلة سير الاستجواب من قبل ولد عبد العزيز دفعت لتمديد فترة احتجازه

موقع "العربي الجديد" تحدث عن "استمرار اعتقال الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، بعد أن رفض الإجابة على أغلب أسئلة المحققين، خاصة المتعلقة بقضايا أمنية، وإن عرقلة سير الاستجواب من قبله دفعت لتمديد فترة احتجازه".

ونسب الموقع إلى مصادره أن المحققين سيبدأون، عملية مواجهة ولد عبد العزيز بالأدلة التي بحوزتهم، كما سيواجهونه بشركائه في "الجرائم الاقتصادية والمالية" التي يشتبه بتورطه فيها.

وعرج الموقع على بيان النيابة العامة الذي "أعلنت فيه أنّ إجراءات الاستدعاء والاستجواب تمت وفق القوانين المعمول بها، مع ضمان جميع الحقوق التي يكفلها القانون للرئيس السابق، وجميع المشمولين في الملف".

الجزيرة نت: اعتقال "رجل المتناقضات" بسبب سعيه إلى الشراكة في الحكم

قال موقع "الجزيرة نت" إن ولد عبد العزيز "تحول من رئيس سابق وزعيم ينال التقدير والاحتفاء من خليفته إلى سجين متهم بلائحة ملفات قد تصل حد الخيانة العظمى، والأكيد وفق أنصاره وخصومه أن سعيه للشراكة في السلطة والتحكم في خلفه كان السبب الأول لكل ما يواجهه اليوم، وإلا لكان قد عاش بسلام رفقة ألقابه وما يقول البعض إنها منهوباته".

واستعرض الموقع مسيرة للرجل، وصفها بأنها "لم تكن أكثر من سير وتناوب بين متناقضات يصعب أن تجتمع".

واستطرد الموقع: "قائد الحرب على الفساد متهم بممارسة أبشع أنواع الفساد والإثراء على حساب الشعب، ورئيس الفقراء يغادر وقد زادت نسبة الفقر والبطالة، وعانى المواطنون من شح الموارد وغلاء الأسعار، وزعيم العمل الإسلامي نكل بالعديد من الجمعيات الخيرية واتهم بمحاصرة العمل الإسلامي والتضييق على مؤسساته".

وأضاف الموقع أن من "مفارقات التاريخ أنه خصم الشعراء الذي حكم بلاد المليون شاعر". ف"في عهده كسدت بضاعة الشعراء، وعرّض أكثر من مرة في مؤتمراته وتصريحاته الرسمية بالشعر وأهله وقلل من شأنهم، وبارت أسواق الفنانين وأفل نجم السهرات الفنية التي كانت تنظم خلال زيارات الرؤساء وتمثل فرصة للشعراء والفنانين في عرض مواهبهم والحصول على تعويضات مجزية".

وقد أثار موقف ولد عبد العزيز هذا من الشعر والشعراء "حفيظة أصحاب القريض، ونظموا عام 2017 معلقة ردا عليه، تجاوزت أبياتها المئتين"، بحسب الموقع.

 

 

 

 

 

 

 

تصفح أيضا...