نظم مفدي زكريا النشيد الوطني الجزائري في زنزانته، و هو صاحب إلياذة الجزائر، التي شكلت نظيرة ملحمة هوميروس، على الأقل بالنسبة لنا نحن العرب. لكن نص "قسما بالنازلات..." هو الذي خلد اسمه، فكان سبب حيازته لقب "شاعر الثورة" و اعتمدته جبهة التحرير نشيدا لها، و حذت الدولة بعد ذلك حذوها. هل من العبث أن يتطلع الشعب الموريتاني و هو قاطن "بلد المليون شاعر" لأبيات تحفر تاريخه الجهادي المجيد في ذاكرة الأجيال، أبيات ملهمة ملهبة لمشاعره و أحاسيسه، تشعره بالانتماء لماضيه البطولي، و تأخذ منه الولاء لحاضره و مستقبله.