لقاءات غزواني الأخيرة : رسائل طمأنة وانفتاح، أم بداية للتعيين ؟ / المصطفى العالم

أربعاء, 11/09/2019 - 14:21

التقى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أمس الثلثاء بعدة شخصيات سياسية مهمة من بينها رئيس حزب التكتل وزعيم المعارضة السابق أحمد ولد داداه، والنائب البرلماني وعمدة مدينة نواذيبو القاسم ولد بلالي، وكذا نائب رئيس تيار "راشدون" المنسحب من تواصل، أحمد سالم فاضل، وأمس الأول التقى رئيس ولد الغزواني أيضا رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي مسعود ولد بلخير، ورئيس حزب عادل يحي ولد الواقف، وكذا رئيس حزب التحالف الديمقراطي يعقوب ولد امين..

هذه الشخصيات ذات الوزن السياسي الكبير و التي التقاها الرئيس غزواني، ورغم كون بعضها ينحدر من بعض أحزاب الأغلبية، فإنها في أغلبها - باستثناء زعيم حزب التكتل أحمد ولد داداه - مثلت خليطاً من أقطاب الأغلبية الرئاسية غير التقليدية والتي أظهرت مؤخرا برودة في الولاء للنظام السابق، وكذا المغاضبين،  (ولد امات - رؤساء ايار راشدون) الذين الذين أعلنوا سابقا انسحابهم من أحزاب المعارضة، ودعم الرجل بعد إعلان ترشه للانتخابات الرئاسية الأخيرة.
ورغم شح المعلومات عن مضامين اللقاءات، وعدم توفر معلومات حول ما إذا كانت سلسلة لقاءات الرئيس بداعميه من الضفة الأخرى، قد تتواصل لاحقاً لتشمل أقطاباً أخرى كانت قد أعلنت الانسحاب من المعارضة ودعم الرجل (ولد بتاح مثلاً)، فإن المراقبين انقسموا حول مغزى هذه اللقاءات وفي هذا التوقيت في الذات، ويتجلى ذلك في ثلاث مناحٍ :

1- أن تكون اللقاءات بمثابة رسائل طمأنة للمعارضين السابقين / الداعمين الجدد، الذين ضحوا بمواقفهم وتحملوا ضريبة "التغزون" من أجل الرجل، وكأن الرجل يريد أن يقول لهم (أيها السادة أنا لن أنساكم.. وللعهد عندي معناه)، ومما يدفع نحو وجاهة هذا الاحتمال تلك الرسالة التي بعث بها ولد الغزواني لأعضاء حزب UPR، عن طريق أمينه العام وزير الطاقة محمد ولد عبد الفتاح، والتي حملت رسائل طمأنة مهمة لأعضاء الحزب، مما يجعل الرجل مطالبا بطمأنة الداعمين من الضفة الأخرى أيضا.
2- الاحتمال الثاني أن تكون اللقاءات توطئة لمرحلة سياسية جديدة وبداية لبلورة حوار سياسي، ولم لا؟! فقد تحدثت مصادر عن حفاوة وتقدير اكتنفا لقاء ولد الغزواني بأحمد ولد داداه أمس، وعن طول جلسة الحوار والنقاش الثنائي بين العسكري الهادئ، والسياسي المخضرم، كما أن تصريح الوزير الأول البارحة خلال حفل العشاء الذي نظمه لنواب الأغلبية بأن الحكومة تمد يدها للجميع، وأن مرحلة جديدة قد بدأت، وردود الفعل الإيجابية من بعض نواب الوسط ذوو الخطاب المتمرد (محمد بوي فاضل) على ذلك، يدفع في هذا الاتجاه.
3- الاحتمال الثالث أن تكون اللقاءات بمثابة خطوة مسبة أو مرحلة أولى لجس النبض، ونقاش المُممكن، والمتاح، قبل مكافأة الرجل لبغض الشخصيات لقاء الدعم السياسي المهم الذي منحته إياه في الحملة الرئاسية الماضية، خاصة بعد تخطي مرحلة مصادقة البرلمان على البرنامج الحكومي وإجازته، والتي كانت عقبة علّق مراقبون إجراء الحكومة للتعيينات في الوظائف العمومية، على تخطيها. 

تصفح أيضا...