سنابل التراويح "5" /لدكتور :افاه ولد الشيخ ولد مخلوك

جمعة, 10/05/2019 - 02:13

 
سنحاول في ليلتنا الخامسة هذه أن نغتسل من معين سنة النبي صلى الله عليه وسلم من خلال أحاديث البخاري في "كتاب الغسل" الذي اشتمل على تسعة وعشرين بابا، فكان محكم المنهجية جميل الترتيب كامل البحث والتقصي، يفتتحه المؤلف كعادته بآيات من القرآن المجيد "وإن كنتم جنبا ..." ...ولا جنبا إلا عابري سبيل .." وهن آيات محكمات مفصلات للموضوع وحكمة المشرع منه، ليكون الحديث الأول عن الوضوء قبل الاغتسال، وتبيان كيفية ذلك وطريقته؛ إرشادا لأهمية الوضوء، وترابط العبادات فيما بينها، وتبيان قيمة الطهارة، والاقتصار على الحاجة في الشؤون الدنيوية الأخرى، وتمحورت الحكم من أحاديث الباب حول هذه المسلكيات تقريبا، فلا يكاد يمر باب إلا به ذكر للاغتسال مع الزوج،  وكيفية التخفيف من استعمال الماء، والتطيب عند الغسل.
ثم إن أحاديث التطيب للمحرم المدرجة في الباب لترتبط  به حكمة ودلالة، وتبين طبيعة تخليل الشعر في الغسل،  وتذكر الحاجة إلى  الغسل بعد الدخول في  المسجد، بيد أن كثيرا من تفاصيل الغسل يرتبط بالعادات، ولها ارتباط قوي بقلة الماء في تلك البيئة.
إنها أحاديث كريمة تبين و تفصل طبيعة الغسل، وتبرز دلالاته الشرعية والأخلاقية والإنسانية والمدنية، وفيها  دعوة إلى التفكير في هذه العبادة وأغراضها ومعانيها، ودروسها التربوية،  وأثرها الصحي الذي أتصور أن البحث العلمي أكده وصادق عليه. 
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
الدكتور :افاه ولد الشيخ ولد مخلوك

تصفح أيضا...