اما الصورة فهي من  مسجد اطار العتيق كما عرفته في عقد  السبعينيات  ايام  إمامة الخال  الفاضل  الورع  محمد.عبد الرحيم بن العالم المحدث المؤرخ والدنا  عبد الودود بن انتهاه  ..مازالت  ترن في اذني  كلمات قوية من خطبته المؤثرة لصلاة الجمعة  مفادها   ان الدنيا دار من لا دار  له و يجمعها من لا عقل له .

. و في تلك الحقبة نفسها  عرفت المسجد  من   خلال الأصوات  المهيبة التي تصعد  إلى السماء  بعد  أن تنير  زقاق القصبة و تخترق  سقوف البيوت .في الليالي  الخالدة  و ذلك   بمناسبة  المبيت  في دار   الجدود  اهل محمد سالم  المحاذية للمسجد. .. كنت  اتخيلها  اصواتا  قادمة من السماء  بعد صلاة العشاء  و كانت  تشدني إلى  إحدى بوابات المسجد  لأرى ما يحدث  هنالك   فإذا  بجماعة نورانية  من  الشيوخ    الطاهرين  الذين لا تفوتهم صلاة الجماعة و  المشهود لهم  بالصدق في معاملاتهم... من  بينهم  جدي لأمي محمد.سالم بن سيدي محمد بن عبد الله بن احمدو بن محمد سالم.   و افاضل من اخوالنا  الاكارم. ال شمس الدين من  أصدقاءه  و احباءه و  غيرهم. من  الأقارب و الجيران  الأعزاء   رحم الله الجميع ..

   ذائبة  في باحة المسجد   على الرمل  تنشد  بصوت شجي  و  بالتنواب  بين افرادها  مديح المصطفى صلى الله عليه وسلم المعروف شعبيا  بابن مهيب او ابن وهيب ..
   

و كان  أحدهم بيدا . بحرف من  " ابن مهيب " و قبل أن ينهى الشطر  الأخير من كل رباعي    يتدخل اخر   ليواصل  الانشاد   انطلاقا من  التخميس 
 ...ظل  ذلك المشهد في تلك الايام الجميله  يتكرر  و يتضخم  خصوصا  مع  حلول  شهر المولد و قي الاسبوع الذي يفصل  بين  عيد المولد و عيد. الاسم ...و كانت  من اجمل و أطهر  و أروع العادات الحميدة التي  تميزت  بها  مدينة اطار قديما و تميزت بها مدن موريتانيا القديمة .. و هي عادة من التراث الوطني  يتعين  احياءها و حفظها  للأجيال القادمة..  
عبدالقادر ولد.محمد