
تتواصل لليوم الثاني على التوالي بأبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة جلسات الدورة الثامنة لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة والتي تنظم هذه السنة تحت عنوان: المواطنة الشاملة (Inclusive Citizenship) وقد تميزت مداخلات هذا اليوم بعرض الورقة التي قدمها الوزير السابق والأستاذ الجامعي الدكتور البكاي ولد عبد المالك حول "التربية والتعليم ودورهما في ترسيخ المواطنة: نحو نظام تعليمي أكثر إنصافا".
وقد قال الدكتور في مداخلته بأن المجتمعات المسلمة عوضا أن تسير جيوشا ضخمة وترصد وسائل كبيرة لمحاربة الإرهاب والتطرف العنيف يمكنها القضاء عليه باستئصال أسبابه وتحصين المجتمعات المسلمة عن طريق المدرسة الجمهورية الجامعة لقيم المواطنة والتسامح المحققة للعدالة والإنصاف بين المواطنين وترسيخ الوعي المدني السلمي وأثنى الوزير على النتائج التي تمخضت عنها قمة رؤساء دول الساحل الخمس المنعقدة في انواكشوط يوم أمس حول التعليم وقال بأنها تسير في نفس التوجه الذي يسير فيه منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، وأشاد في هذا الصدد بتصريحات الرئيس الموريتاني حول محورية التعليم في حل مشاكل التي تعاني منها منطقة الساحل
وقال ولد عبد المالك: بالأمس كان هناك حديث عن المسار الذي يفضي إلى تعزيز السلم على مستوى الكوكب وتحدث البعض عن ضرورة تغيير البراديغم (le changement du paradigme) باستبدال النظام الهرمي (le système pyramidal) بنظرية الدوائر أو نظرية الدائرة (la théorie du cercle) التي تنمح لجميع الشعوب ولجميع الحضارات مسافة متساوية من المركز وتمكنها من هامش متساو من الفعل والتأثير.
وبالأمس أيضا اختتمت بالعاصمة نواكشوط قمة لدول الساحل الخمس حول التعليم، قادة دول الساحل الذين يفترض أن يبحثوا عن آليات للتعاون والدفاع المشترك ضد الإرهاب والتطرف العنيف خلصوا إلى ضرورة تحصين المجتمعات والدول عن طريق أنظمة تعليمية ناجعة وكانت هناك كلمة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني تؤكد على أن "حل مشاكل الساحل يبدأ بإنشاء أنظمة تعليمية فعالة".
وأضاف قائلا: أنا اليوم سأدافع عن أطروحة قائمة على ما يمكن تسميته بـ "براديغم الإنقاذ" (le paradigme de sauvetage)، عن المدرسة الجمهورية باعتبارها العنصر الفاعل في منظومات الدفاع الذاتي للمجتمعات المسلمة ضد الفقر والتهميش وغياب العدالة ولكن أيضا وبشكل أخض ضد الإرهاب والتطرف العنيف
وقال بأن براديغم الإنقاذ الذي يدعو له يقوم على اقتراح نموذج تعليمي:
□ يحقق التنمية
□ يحقق الإنصاف
□ ويحقق الأمن الثقافي ويحصن المجتمع ضد التطرف والغلو
وقد حضر عرض الوزير السابق الدكتور البكاي ولد عبد المالك وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي الداه ولد اعمر طالب وسعادة سفير الجمهورية الإسلامية الموريتانية بأبو ظبي الوزير السابق محمد ولد أحمد سالم ولد محمد راره وأعضاء الوفد الموريتاني المشارك في فعاليات الدورة الثامنة لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة والذي من المتوقع أن يختم أعماله يوم غد ببيان ختامي وإطلاق هوية جديدة.