ماذا يريد الرئيس السابق ؟ / محمد ولد افو

أربعاء, 05/05/2021 - 20:34

لنتجاوز حق الأحزاب والأفراد في الممارسة السياسية، فهذا مفروغ منه.
لكننا متفقون عليه بحكم التقاليد والأعراف الديمقراطية التي جسدناها  في دستورنا ونطمح لتكريسها وفق العرف السياسي حتى نصدق كذبتنا، فكما تعلمون تتجسد القيم بعد أن تتجاوز مرحلة الإيهام.
في الأعراف الديمقراطية ينتهي نفوذ الرئيس عند نهاية مأموريته،
وما نتجاهله هو أنه لا يتحول إلى مواطن عادي بل ينتهي به المطاف حاملا لصفة " رئيس سابق" ، وهي صفة وظيفية يتقاضى من أجلها راتبا ضخما ويحظى بحراسة أمنية وجواز دبلوماسي وحقوق كثيرة ومعتبرة.
لماذا إذا لا يتحول الرئيس السابق إلى مواطن عادي يمارس السياسة ويدخل البرلمان ويتحزب؟
منصب رئيس الدولة منصب يتحول بموجبه الرئيس إلى صندوق أسرار الأمة وخازن عهدها، وهذا ما يجعله حقيقا بوظيفة " رئيس سابق" بكل وكامل امتيازاتها.
فهو حين يتحزب يستغل بنك معلومات الأمة لصالح فريق سياسي بعينه ويلعب بأوراق المجتمع التي حازها بمنصبه، لصالح جماعة أو حزب أو كتلة ( يحدث هذا في الدول التي لا تمتلك قوانين رادعة ولا منظمة لانشطة وتحركات الرؤساء السابقين) .
ثم إنه يستغل النفوذ الناتج عن العلاقات والمكانة التي منحه المجتمع كرئيس سابق.
وفي ظروف كهذه يجب أن نتساءل لماذا يُمنح الرئيس السابق كل هذه الامتيازات؟
ولماذا وعلى ماذا يتقاضا أجره وحراسته وجوازه الدبلوماسي ومجموع امتيازات لا يحظى بها قادة الجيوش والأمن الوطنيين؟
الإجابة بسيطة، وهي أنه لايزال على رأس مسؤولية وطنية تقتضي الحفاظ على اسرار الدولة وعدم استغلالها أَو توظيفها في الخصومات أو المصالح السياسية.
من الجيد أن يدعم رئيس سابق مرشحا رئاسيا مثلا.
لكن ماذا علينا أن نفعل حيال تسويق رئيس سابق لممارسة نشاط سياسي في بلد لاتزال تجربته الديمقراطية في حيز الإيهام؟

تحدث الرئيس السابق بفخر عن انقلاباته المتوالية في سياق إثبات زهده في السلطة، ولست أدري أكان ذلك إثباتا أم نفيا لزهده بها.
( انقلابان ومأموريتان) 
تحدث عن تهديده المباشر وابتزازه للسلطة التشريعية في البلاد، في خضم حديثه عن ترسيخ القيم الديمقراطية.

تحدث عن نفاق وزرائه وتملقهم وكذبهم.

لم يكن الأمر مفاجئا لجل الموريتانيين فهم يعرفون مدى احتقار الرئيس السابق للديمقراطية والمؤسسات والمسؤولين والعامة .

تحدث الرئيس السابق كثيرا وعن كل شيء وهدد الدولة والمجتمع السياسي والمدني،. لكنه لم يجب بعد على سؤال العدالة والشعب والبرلمان.

من اين لك كل هذا؟
مع أن الأمر في الظروف العادية لا يكلف أكثر من ساعة للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا.

 في المنشور التالي " ماذا يريد السعد؟

محمد افو

تصفح أيضا...