أكاديمي موريتاني: العمل الاستشاري تحول عندنا إلى أجر بلا وظيفة !

سبت, 26/09/2020 - 11:50

قال الأكاديمي الموريتاني، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية أبو العباس ولد ابراهام، إن "العمل الاستشاري تحوّل عندنا إلى أجرٍ بلا وظيفة (sinecure)، وإلى أسلوب في المكافأة السياسيّة".

وأضاف ولد ابراهام، في سلسلة تدوينات عالج فيها ما سماه "أزمة العقل الحُكومي"، أن "المستشارين، نظرياً، هم جهاز نبض الدّولة، وهم يقومون عادةً بجملة من الدِّراسات والبحوث الميدانيّة التي تسمَحُ للدولة وللقطاعات المعنيّة بفهم ما يدور في المجتمَع، وتحليل ما سيحدُث وتلافيه، إنْ كان سوءاً، أو تفعيله، إنْ كان حسناً".

واستطرد ولد ابراهام إنه "بالنظر إلى هؤلاء المستشارين والمُكلّفين بمهمة يتبيّن أنّ أغلبَهم لم يتكوّن مهنياً على دراسة المجتمع أو صياغة السياسات. ويقضي هؤلاء معظم وقتِهم في الدردشة في أروقة المباني الحكوميّة وتصفّح الانترنت والهذر. ومن حين لآخر يسافِرون في مهمة حكومية أو مع الرئيس ويظهرون خلف الوزير حاملين حقيبة كُبرى وحزمة من الأوراق والأقلام توحي بأنّهم يستخدِمونها". 

وحذر ولد ابراهام من أنه رغم أن المستشارين "يملِكون وقتاً لإعادة إنتاج أنفسِهم بالدورات التدريبيّة وجمع الخبرة، إلاّ أنّ اهتمامهم ليس العمل، بل إبقاء أنفسِهم في الوظيفة من خلال إثبات أهميتِهم للسلطة، فيشكرون الوزير البادي والغادي، ويعيرونَه آذانهم في لحظات انهيارِه النفسي؛ وينصرِفون إلى الدعاية والدِّفاع عن النظام وحمايته من الضربات المرتدة في الفضاء الافتراضي والهاشتاغات الناقِمة. وفي السنوات الأخيرة لم يعُد هؤلاء غير طبقة تبريريّة. وقد قام نظام العشرية الماضيّة بتعبئة المستشارين في الهجوم على خصومِه وتشكيل خلايا دعاية بلا استحياء". 

وعدد ولد ابراهام الأسباب التي تجعل فئة المستشارين "غير قادِرة تماماً على إنتاج تفكير سياسي يقي الدولة من المهالك"، فذكر منها: "أولاً لا يمتلِكون الآلة لذلك؛ ثانياً، إنّما يُعيّنون إسكاتاً، لا إنطاقاً؛ ورابِعاً، هم لا يُكتتبون على بحوث وسيّر مهنية فِعلية وإنّما على أدائهم السياسي والدعائي، كما خلفياتِهم الاجتماعية؛ ورابِعاً، لا توجد آليات حكومية يمكن بها نقل الرأي من الدردشة وإسعاد السلطان إلى الفِعل والتفيذ؛ وخامساً، لا يُستشارون أصلاً".

تصفح أيضا...