"
لكل حي في القرية خصوصيته ، لكن "الزر الساحلي" مختلف، هؤلاء قوم يبدأون يومهم في "الحيط" وينهونه، منذ آخر هجرة وبعد أن وضعوا عصا الترحال وجدوا ضالتهم في رؤية السيد أحمد عليه شآبيب الرحمة ، كان لهم الشيخ و الأب و الطبيب ؛ يخرجون من بيوتهم يسابقون الظل لرؤية القمر زوالا ؛ يسارعون الخطى في ملاحقة خطاه الخفيفة على الأرض وعلى قلوبهم ؛ يقرعون الطبل عند عودته من الحج أو من سفر خارجي للعلاج ، ينافسون "اصبينيات" ، تصدح حناجرهم ب "شيواسُ لخدم لجاهم بلال" ، وتتعالى الزغاريد كلما اقتربت السيارة البيضاء.