يتقدم الاعتدال في المباحث العامة للقيم الإنسانية كمستوى تتحدد فيه الفضيلة كوسط بين طرفين يمثل كل منهما درجة قصوى تتدنى فيها الفضيلة الأخلاقية إلى أحط مستوياتها لما تمثله هذه الدرجة الأكسيولوجية من إفراط أو تفريط.
جري استفتاء أغسطس حول التعديلات الدستورية في جو معلوم :مقدموه علي يقين من الفوز ومعهم طائفة كبيرة من المواطنين –الرافضون لا يرون التقديم مشروعا أصلا ولا يتصورون أنه سيفشل لما علموا من التحسيس لصالحه من طرف النظام ومعهم طائفتهم.
وموضوعيا اعتقد ان الذي جري هو الممكن و لا يمكن غيره فقد تم التعبير وعن عمق عن ارادة معارضة للمشروع وتم في الأخير التصديق .
حتى الآن لم استوعب هذه الشماعة التي يسمونها "التحفظ" والتي يتذرع بها مسؤولوا الأغلبية عندما يتعلق الأمر بصومهم الأبدي عن الكلام في الوسائط الإجتماعية، فكل الذرائع التي يسوقونها تبريرا لجدار الصمت الرهيب الذي يضربونه على السنتهم مجرد أبنية عنكبوت متهافتة، فما هذا التحفظ أو التوهيم المكشوف الذي لايوجد لدى مسؤولي دول العالم شرقها وغربها ؟
تعرف موريتانيا هذه الأيام جملة من التناقضات السياسية الهامة في تاريخها الحديث،تعتبر إلي حد ما إنتاج مجموعة من التطورات المتلاحقة التي كرستها سياسة الفراغ و احتكار الشأن العام من قبل زمرة،أثبتت لنفسها عبر كافة الحقب الماضية،أنها النخبة السياسية المسيطرة و بلا منازع و كأنها بذالك تضفي نظرة شمولية متكاملة علي الإرث السياسي في البلد.
يغضب الإسلاميون، بعضهم، حين ينعتون بالعلمانية، حتى لو صدر ذلك من حليف لا يمكن وصمه بالسلفية، مثل عزمي بشارة!!! فيعتذرون بكونهم "مجتهدون"، "لهم من وحي الله وتراث الأمة الدليل أو الداعم..." فأين الدليل من وحي الله على إنكار بعض الحدود الذي جاهر به بعض منظريهم ولم ينكروا عليه، ويشتطون في النكير على توظيف آية في سياق خطابي!!! وأين الدليل من وحي الله وتراث الأمة على أن "فرض الحجاب على المرأة مثل فرض السفور عليها" (طارق سعيد رمضان).
تبعد الخرطوم عن نواكشوط آلاف الكيلومترات ويتطلب الوصول إلى إحداهما من الأخرى – في الوقت الحاضر- المرور بعدة مطارات دولية، وقد يستغرق السفر قرابة الأربع وعشرين ساعة، أما في القديم فكان السفر بينهما يستغرق شهورا عديدة إن حصلت الرغبة و تواصل السير وقويت الراحلة.
يسألونك عن "لجنة النشيد الوطني"
تهاطلت علي في الآونة الأخيرة أسئلة حول اللجنة المعينة للإشراف على النشيد الوطني المزمع تغييره...وحول المشاركين فيها والغائبين عنها، والمُغَيَّبين...وكل ما أريد قوله، هو:
أن تتاح لك فرصة لقاء العلماء ومجالستهم فتلك نعمة يحمد الله سبحانه وتعالى عليها
ذلك أن مجالسة العلماء تؤنس القلوب وتحييها لما لها من ثمرات وفوائد تعود على الإنسان في تربيته في سلوكه في اخلاقه في تعامله في تدريسه إن كان في مرحلة الطلب وأنعم بها من مرحلة جمع شتات العلم النافع الغض الطري الشهي الحسن الممتاز من لدن عباقرة الفقهاء والعلماء المتخصصين الذين كابدوا الليل والنهار من أحل الظفر بميراث النبوة
وإن مجالسة العلماء العاملين المخلصين لها نتيجة أعظم وأكثر فائدة وذلك ما جسده لنا السلف الصالح من حيث حرصهم على مجالسة العلماء العاملين