هؤلاء تنبؤوا بفيروس كورونا قبل عقود ولم ينتبه إليهم أحد

اثنين, 20/04/2020 - 12:31

هل تصدق حديث المنجمين؟ الكثير منا لا يفعل ذلك، لكننا وفي أحلك أيام يمر بها كوكبنا بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، انتبهنا لوجود أشخاص حولنا تنبؤوا بتلك الكارثة، وربما تفاجؤوا مثلنا بأن ما تخيلوه أصبح فيروسا حقيقيا يفتك بالآلاف ويسمى "كورونا"، جهات وشخصيات وعلماء تنبؤوا بوباء كورونا قبل سنوات، ليسوا منجمين لكنهم حذروا من الكارثة.

 

بيل غيتس: لست متفائلا

ربما كان مؤسس مايكروسوفت بيل غيتس هو أحدث من توقعوا قدوم وباء خلال العشر سنوات التالية يشبه جائحة الإنفلونزا الإسبانية عام 1918، وأكدا في العام 2015 أن على الحكومات الاستعداد له وكأنه حرب.

 

كان ذلك خلال محاضرته في عرض "تيدكس" بمدينة فانكوفر الكندية، في تعليقه على تفشي فيروس إيبولا في غربي أفريقيا، والذي وصفه بالمأساة وبأن الأوبئة صارت واقعا. وبقدر ما كانت إيبولا وشلل الأطفال مروعين، فقد يكون الوباء التالي أسوأ بكثير، والعالم غير مستعد للتعامل معه، خاصة الإنفلونزا، لأنها تصيب أعدادا كبيرة من الناس بسرعة هائلة، وقد تقتل 10 ملايين شخص أو أكثر.

 

نعيش فترة تتشابه فيها الأيام. نعمل من المنزل، ولا نذهب لصالات الرياضة، ولا يمكننا التجول في الشوارع وبين الحدائق كما كنا نفعل من قبل، وحتى لقاء الأقارب والأصدقاء أصبح منعدما لدى الكثيرين، خوفا من التقاط عدوى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

كل ذلك قد يضعف من قدرتنا على الإنتاج، فكيف ننتج ونبدع وسط القلق بينما نعمل ونحن مستلقون على الفراش، ووسط ملل البقاء في المنزل؟ خاصة أن الإبداع ينطوي على رغبة في كسر الأنماط القائمة، والنظر للأشياء بطريقة مختلفة؟

1- مارس "التفكير التشعبي" كلعبة
يمكن تعريف التفكير التشعبي بأنه عملية توليد الأفكار، أي أول مراحل الإبداع التي تأتي عادة من التأمل فيما حولنا. ويتبع التفكير التشعبي عملية التفكير المركزي، وتعني الاستقرار على فكرة محددة، ونبدأ في تقييمها وحدها.

يمكن التدرّب على التفكير التشعبي لتوليد لأفكار في ثلاثة خطوات:

1- اضبط المؤقت لمدة ثلاث دقائق.

2- انظر حولك وابحث عن أقرب شيء إليك.

3- ابدأ تشغيل المؤقت، واكتب أكبر عدد ممكن من الاستخدامات لهذا الشيء.

الآن، قم بقراءة ما كتبت، وقيم أفكارك بناءً على ثلاثة جوانب: عدد الأفكار التي توصلت لها، درجة معاناتك من أجل الوصول لتلك الاستخدامات، ومدى تنوع الاستخدامات أو تشابهها مع بعضها أو مع الاستخدام المعتاد للشيء.

قم بهذا التدريب، وحاول أن تصل أسرع في كل مرة لأكبر عدد من الاستخدامات المبتكرة وغير المكررة لشيء ما في غرفتك. وبعد ذلك ابدأ في التطبيق على عملك، بتوليد أفكار كثيرة دون حكم على عقلك، ثم تقييم مدى ملاءمة تلك الأفكار عن طريق التفكير المركزي.

2- اترك هاتفك وواجه الملل
هل فكرت في سبب كون المشي أفضل وسائلنا لمواجهة الضغط وشرود عقلنا؟ السبب هو الملل. فالمشي عبارة عن حركتين متكررتين، لا تحتاجان منا إلى التركيز لأدائهما، ليتفرغ وعينا للتفكير في المشكلات الأساسية وإعادة النظر للأمور.

كان أشهر من أشار إلى الملل كوسيلة لتنشيط العقل هو تشارلز تاونز، الفيزيائي الحائز على جائزة نوبل، عندما جلس على أريكة في حديقة عام 1951، وأخرج قطعة من الورق من جيبه، وأخذ يطويها برتابة، مما قاده للتفكير في إمكانية اختراع الليزر، أحد أكثر التقنيات انتشارا في عصرنا.

دفع هذا لتغيير الرؤية التقليدية للملل من حالة سيئة إلى دافع للإبداع. فوجد عالم النفس المعرفي جوناثان سمولوود أن الشعور بالملل ينتج عنه عقل متجول، وكلما تجول العقل في فراغ، زادت احتمالية توصله إلى أفكار جديدة. أي عندما يتحرر عقلك من الانتباه المستمر إلى التصورات الفورية التي تأتيه جاهزة في الوقت الحاضر -مثل الإشعارات التي لا تتوقف عن الظهور على شاشة هاتفك- ستشعر بالملل، وحينها يبدأ عقلك في طرق أبواب جديدة.

لذلك عليك إعادة التفكير في كيفية استخدامك هاتفك، بتقليص الوقت الذي تقضيه عليه، وتعطيل الألعاب التي تسرق وقتك، ووضعه في جيبك أو حقيبتك خلال تأديتك تمارين المشي، وقلص الوقت الذي تقضيه على مواقع التواصل الاجتماعي، وعطل تطبيقات الدردشة طول ساعات عملك، فربما ساعدك هاتفك على تفادي الشعور بالملل لسنوات، لكنه يحرمك من التفكير في أهدافك الواقعية.

 

وفي مناقشة أخرى بشأن الأوبئة استضافتها جمعية ماساتشوستس الطبية عام 2018، قال غيتس إنه متشائم على غير العادة، لأن العالم لا يستفيد مما حدث في تاريخه، وأن التاريخ يؤكد أن مرضا جديدا قاتلا سينشأ وينتشر في العالم كحرائق الغابات، ونحن مشغولون عن ذلك، وأنه يمكن لشاب صغير أن يصنع في مختبره مرضا أشد فتكا من الجدري.

 

توقعات بيل غيتس لجائحة كورونا لم تكن الأولى، فهناك من سبقه بسنوات عديدة.

 

ووهان قبل 40 عاما

كتب المؤلف دين كونتز روايته "عيون الظلام" عام 1981، وتنبأ فيها بانتشار الفيروس التاجي وأسماه "ووهان-400"، وهي المدينة الصينية نفسها التي انطلق منها فيروس كورونا نهاية العام الماضي.

ونشأ الفيروس في الرواية في مختبرات خارج ووهان لاستخدامها كسلاح بيولوجي قادر على قتل كل من يصيبه بنسبة 100%، وبالفعل قضى الفيروس على عدد كبير من سكان المدينة خلال تسعة أيام، بحسب "سي أن أن".

 

كانت تلك فقط العوامل المشتركة بين الواقع والرواية، التي لاقت هجوما شديدا بعد شهرتها خلال الأحداث الجارية، لأنها تعتمد نظرية المؤامرة، لأن "ووهان-400" تم تصنيعه في الصين بهدف ضرب الولايات المتحدة، لكن أحد الباحثين انشق وتحالف معها بالنهاية لضرب الصين.

 

لم يتوقف الأمر عند الرواية فقط، فبتصنيفها رواية خيال علمي، اشتركت معها العديد من الأعمال الروائية والسينمائية، ربما أشهرها فيلم "العدوى" (Contagion) للسيناريست سكوت زي بيرنز، عام 2011، عن فيروس يدعى "MEV-1"، أصبح وباء عالميا، بعدما نقله خفاش إلى خنزير ومنه إلى إنسان لم يغسل يديه قبل مصافحة شخص آخر. وكانت فترة حضانة هذا الفيروس 72 ساعة، ومعدل وفياته مرتفع.

 

نبوءة من القرن الـ16

كان نوستراداموس أشهر الأطباء والكيميائيين الفرنسيين في القرن السادس عشر، لكن السبب الأكبر لشهرته هو أنه كان يتنبأ بما سيحدث حتى عام 3797 م.

 

جمع نوستراداموس توقعاته في كتاب "النبوءات"، الذي جاءت فيه أخبار عن الحرب العالمية الثانية، وسقوط الشيوعية، واغتيال الرئيس الأميركي جون كينيدي، وصعود النازية على يد هتلر.

 

في كتابه الذي صدرت أول نسخة منه عام 1555، كتب نوستراداموس عن قوارب موت ترسو على ضفاف نهر في إيطاليا، محملة بالأوبئة وملطخة بالدماء، لتقضي على البلد وتاريخه. ولن يتوقف المرض هنا، بل سينتشر في الغرب، وتحديدا أوروبا وأستراليا وأميركا، محدثا كارثة عظيمة، وسيعيش العالم في سجن كبير خوفا من العدوى. وهو دفع الكثيرين إلى تفسير أن فيروس كورونا هو الموت الذي رسا على ضفاف إيطاليا ومن بعدها أميركا، وتسبب في عيش العالم في حجر صحي.

 

سنعود للعصور الوسطى
نشرت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأميركية (سي دي سي)، تقريرا يحث فيه نظام الصحة العامة في أميركا ومقدمي الرعاية الصحية الأولية على الاستعداد للتعامل مع هجمات الأوبئة البيولوجية المختلفة، بما في ذلك مسببات الأمراض التي نادرا ما تظهر في الولايات المتحدة.

وتشمل الأعراض ذات الأولوية العالية مثل أمراض الكائنات الحية التي تشكل خطرا على الأمن القومي لأنه يمكن نشرها بسهولة أو نقلها من شخص لآخر، مثل إنفلونزا الطيور والخنازير، كما تؤدي إلى معدلات وفيات عالية، ولديها قدرة على تهديد الصحة العامة؛ وقد يسبب انتشارها حالة عامة من الذعر والاضطراب في المجتمع.

كان تقرير المراكز تابعا لظهور عدد قليل جدا من حالات الإصابة بالطاعون في أميركا، من سلالات مقاومة للمضادات الحيوية المعتمدة لعلاج الطاعون، مما جعل المراكز تحذر من الطاعون والجمرة الخبيثة والإيبولا والجدري والحمى الفيروسية، وإمكانية استخدامها سلاحا بيولوجيا، مستخدمين سيناريو قديما لباحثي منظمة الصحة العالمية، يفيد بأنه إذا حلقت طائرة محملة بـ50 كيلوغراما من مسببات الطاعون فوق مدينة نيويورك، ستخلف 150 ألف إصابة مؤكدة، ولكن لم يتوقع المركز أن يكون الوباء الجديد على هيئة فيروس يسافر أميالا وينتشر في الهواء كفيروس كورونا.

 

الجزيرة نت

تصفح أيضا...