هوس تربية الحيوانات الأليفة.. افتقار للصداقة والوفاء أم هرب من الوحدة؟

سبت, 14/03/2020 - 13:03

تربية الحيوانات الأليفة هوس يجتاح الكثيرين، لكن ما أسبابه؟ هل هو محاولة للهرب من الإحساس بالوحدة؟ أم افتقار إلى الصداقة الحقيقية بين البشر فيبحث البعض عنها لدى حيواناتهم الأليفة؟

يهوى كثير من الناس تربية الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب ويعتبرها أقرب ما لديه في الحياة ويتعايش معها طوال اليوم ولا يفارقها إلا عند النوم، بل يصل الأمر إلى أن البعض يضعها على سريره.

وهذا يجعلهم يشعرون أن هذه الحيوانات مثل أفراد الأسرة في المكانة والمنزلة بحيث تعيش وتأكل وتلعب مثل أطفالهم، وفي حال ابتعادهم عنها يشعرون بأنهم يفتقدون شيئا مهما لا يمكن الاستغناء عنه. وأحيانا تكون المرأة أكثر ميلا إلى تربية الحيوانات من الرجل، هل هذا صحيح؟

التقت الجزيرة نت بعض الأشخاص ليجيبوا عن العديد من الأسئلة المطروحة حول هذا الموضوع.
 

سامي عواد: كلابي خير رفيق في وحدتي
لجأ سامي عواد صاحب شركة إنتاج (50 عاما) إلى تربية الكلاب عندما قرر الانفصال عن أسرته والعيش في منزله المستقل في مدينة أخرى ليكون أقرب إلى عمله.

يقول سامي "بدأت تربية الكلاب منذ استقللت عن أسرتي في منزلي الجديد، كنت مضطرا للاستقلال لأن عملي بعيد جدا عن منزل الأسرة. وحينها شعر بالوحدة، فقررت إيناس وحدتي بأحد الكلاب، اقتنيت (لي لي) وكانت نعم الصديق والرفيق، ثم كلبا آخر أسميته جاستين وارتبطت به عاطفيا إلى درجة كبيرة، كان الصديق الصدوق، وكنت أرفض أن ينام ليلا على الأرض أو في بيته الخشبي، بل يقاسمني السرير".

ويضيف "كان نعم الصديق في الوحدة، وعندما يخطئ يختبئ مني حتى لا أوبخه أو أعاقبه. أؤكد أن اقتناء الحيوانات الأليفة يضفي المزيد من مشاعر الرحمة على صاحبها".
 

مايا شلحة: لا أستطيع العيش من دون السلاحف والقطط والكلاب
مايا شلحة (34 عاما) نشأت في منزل عاشق للحيوانات الأليفة، فورثت حبها لها من أبيها وعماتها. بدأت في تربيتها منذ كان عمرها سبع سنوات، عندما أهداها والدها أول قطة وأصبحت صديقتها المقربة.

تقول للجزيرة نت "أحيانا يتحول منزلي إلى جزء من حديقة حيوان، فقد ربيت قططا وكلابا بمختلف أنواعها وسلاحف برية أيضا، وأوليت اهتماما بتربية الحمام الزاجل والحمام العادي، وكذلك العصافير وأسماك الزينة".

ولكن تظل القطط عشق مايا الأول والأخير، لديها حاليا ثلاث قطط من بينها لولو وعمرها 12 عاما، وتقول عنها "هي صديقتي ولم أصادق بشرا لمدة 12 عاما متصلة، إلى درجة أنها تشعر بي دون أن أتحدث، فبمجرد أن أكون مكتئبة أو يراودني شعور بالبكاء تقترب مني وتمسح وجهي بيدها، وتنظر إليَّ كأنها أمي عندما تقول لي ماذا بك؟".
 

ديما إسماعيل: برفقة كلبتي لم أشعر بالوحدة ولا بالخيانة
تؤكد ديما إسماعيل (25 عاما) أن تربية الحيوانات الأليفة حل رائع لمن يعانون مشكلة الوحدة والخيانة من الأصدقاء، وقالت إن بعض أصدقائها خرجوا من أزمة الوحدة بتربية الحيوانات الأليفة، وترى أن الحيوانات الأليفة هي مصدر الأنس والسعادة وقت الوحدة.

تقول ديما للجزيرة نت "لا أشعر بالوحدة مطلقا طالما أنا برفقة كلبتي الوفية (ميمي) التي تعلقت بها جدا، لكنها بكل أسف سقطت من السطح ولم أستطع إنقاذها وخسرتها للأبد. كانت كلبة ذكية جدا واعتبرتها صديقتي الوفية لأنها تشعر بي كثيرا، فعندما أكون سعيدة تمرح أمامي وتصدر نباحا يدل على فرحها، وفي حال حزني تنطوي على نفسها بعيدة عن كل أفراد المنزل. ما زلت أشعر بالحزن العميق لفقدانها".

وتضيف أنها لا تهوى تربية القطط بتاتا، لأنها مختلفة عن نفسية الكلاب ولا تمتلك الحنان والدفء والأمان بعكس الكلاب.
 

معالجة الأمراض النفسية بالتقرب من حيوان أليف
من جانبها، تقول الدكتورة سمر ناصر الاختصاصية في الطب النفسي للجزيرة نت إن هناك علاقة نفسية تنشأ بين هذه الحيوانات وبين الإنسان، خاصة لو أطعمها بشكل دوري واقترب منها، حيث يعمل الحيوان على تغيير الحالة النفسية للإنسان بمجرد أن يقترب منه أو يلامسه".

وتضيف "بعض الأمراض النفسية للإنسان من الممكن أن يعالجها التقرب من حيوان أليف خاصة إذا ارتبط به منذ الصغر، لأنه سيشعر بالأمان معه وبالتالي سيبادله هذا الحيوان الشعور نفسه بأشكال مختلفة ويلعب أمامه أو يقترب منه ويرغب في أن يحمله".

أما عن الهوس بتربيتها، فهذا أمر طبيعي، لأن الإنسان يتعلق بها لدرجة أنه من الممكن أن يجعلها تنام إلى جواره، وهذا في الغالب يكون عند الأشخاص أصحاب الطبيعة الهادئة والرومانسية، وبالتالي يقترب من الحيوان الذي يربيه ولا يستطيع أن يفارقه، كما تقول الدكتورة سمر.

وترى اختصاصية الطب النفسي أن ارتباط الإنسان بحيوان أليف بمثل هذا الشكل هو أمر طبيعي لدى معظم البشر حيث تنشأ بين الاثنين علاقة قوية جدا.

المصدر : الجزيرة

تصفح أيضا...