السفير التركي في نواكشوط يكتب في ذكرى الانقلاب : 15  يوليو وانتصار الديمقراطية

خميس, 15/07/2021 - 11:11

 

منذ خمس سنوات في مثل هذا اليوم، حاولت منظمة إرهابية الاستيلاء على جمهورية تركيا بانقلاب. كانت منظمة غولن الإرهابية (FETO) ، تحت ستار التعليم/ الهيئات الخيرية، تزرع أتباعها في مناصب رئيسية داخل الإدارة والجيش والسلطة القضائية. وعندما صدر الأمر، لم تبال تلك الخلايا بالانقلاب على شعبها وأمتها. لقد شهدت ليلة الخامس عشر من يوليو / تموز 2016 أعمال غدر مثل قصف الجمعية الوطنية الكبرى ومركز عمليات الشرطة، وكذلك محاولة اغتيال رئيس جمهورية تركيا، حيث أطلقوا نيران أسلحتهم على قوات الأمن والقوات المسلحة، والمدنيين على حد سواء، فقُتل مائتان وخمسون شخصًا، وجُرح الآلاف

ما أحبط الانقلاب في تلك الليلة كان التزام الأمة التركية بمبادئ الديمقراطية. مئات الآلاف من المواطنين، من جميع المدن والأقاليم، توجهوا إلى الشوارع، وليس معهم من السلاح إلا الأعلام التركية. وقفوا في مواجهة البنادق والدبابات.كانت الرسالة واضحة: لن يتم اغتصاب إرادةالأمة من قبل أي شخص كان، مهما كانالثمن. لقد أفشل الدفاع الجماعي للشعب مؤامرة شريرةوأظهر للعالم قوة وحدة الأمة.

لم يترك العالم الشعب التركي بمفرده في تلك الساعة العصيبة. فقدأعلنت الدول عبر القارات، والأصدقاء والإخوة والمؤسسات الدولية عن تضامنها مع تركيا، وحكومتها المنتخبة ديمقراطيًا، وإصرارها على الحفاظ على قيم الديمقراطية.

وقد تبوأ الشعب الشقيق والحكومة في جمهورية موريتانيا الإسلامية مكانًا عزيزًا في هذا الصدد. ولقد أدى دعم موريتانيا إلى مزيد من التقارب بين شعوبنا وأكّد على التزامنا المتبادل بنفس الأفكار والمبادئ، وهو ما نعبر عن شكرنا وامتنانا الصادق له. ولن تنسى تركيا أبدًا لفتة التضامن الودية من الجمهورية الإسلامية الموريتانية التي تشترك معها في نفس الهلال والنجمة بكل شرف وفخر.

بوصفها منظمة لها عمليات ومساع لإيجاد الأتباع في جميع أنحاء العالمفإن منظمة FETO تشكل تهديدا ليس فقط على تركيا ولكن على جميع الدول التي توجد بها. وفي الإطار، فإن محاربة FETO لا تشكل سوى بُعد واحد من جهود تركيا لمكافحة الإرهاب. فمن خلال مشاركتها في التحالفات الدولية، تسعى تركيا إلى مكافحة الإرهاب مهما كان نوعه ومن أي مصدر كان.

وبهذه الكلمات والأفكار، فإنني أحيي وأخلد بكل احترام وامتنان ذكرى شهدائنا الذين ضحوا بحياتهم لحماية ديمقراطيتنا. وإن أملنا الصادق هو أن تكون تجربتنا إنذارا وتحذيرا لدول العالم،حتى لايفقد أي شعب حقوقه الديمقراطية نتيجة مساع ومحاولات عنيفة مماثلة للاستيلاء على السلطة.

 

تصفح أيضا...