الاستغلال التقليدي للذهب في موريتانيا : الايجابيات والسلبيات / د. يربانا الحسين

سبت, 12/10/2019 - 20:19

حضرت أمس جلسة للصالون الاقتصادي على قناة الساحل تناولت موضوع الاستغلال التقليدي للذهب الذي يقصد به حسب القانون الموريتاني المنظم لهذا النشاط  :" كل استغلال سطحي داخل مساحة أقصاها 4 *4 وبعمق لا يتجاوز 12 متر ولا تستخدم فيه الوسائل الميكانيكية الثقيلة، ويحترم المعايير والشروط اللازمة للصحة والسلامة والبيئة."

 وخلصنا إلى ما يلي :

أولا : التأثيرات الإيجابية للنشاط

1 - خلق  فرص عمل كثيرة جدا للمواطنين خاصة فئة الشباب الذين تنتشر بين صفوفهم البطالة بشكل كبير.

2 - شراء البنك المركزي الموريتاني للذهب بحيث يشكل احتياطيا لبلادنا ، أو يتم تصديره لتوفير العملات الأجنبية كما يساهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي ، و الإيرادات العامة للدولة.

3 - قد يساهم في توفير مؤشرات جيولوجية أكثر عن المنطقة التي يتم فيها التعدين التقليدي.

4 - تساهم  مواقع التعدين التقليدي للذهب بقوة في تقوية اللحمة الوطنية بين مختلف فئات المجتمع.

5 - يساهم بطريقة غير مباشرة  في تأمين المناطق التي يتم فيها هذا النوع من الأنشطة.

ثانيا : التأثيرات السلبية للنشاط 

1 - يؤثر استخدام الزئبق على صحة العاملين المعرضين له بشكل مباشر، وغير مباشر عبر الجلد والاستنشاق والابتلاع عند حرق الملغم خاصة في حال عدم توفر التهوئة الجيدة، و آثار الزئبق لا  تنتهي عند العمال، بل تتعداهم إلى البيئة والحيوان ، و المياه ، وقد يتفاعل مع الأسماك، مما يؤدي إلى إنتاج مادة قاتلة في لحمها.   

2 - يؤدي استغلال الذهب بشكل عشوائي إلى تخريب البيئة الطبيعية عن طريق حفر الخنادق و آبار التنقيب وقطع الأشجار، كما يؤدي إلى تلوث الأرض والمياه والنباتات خاصة في المناطق المحيطة بمواقع التعدين التقليدي.

3 - يساهم تنامي هذا النشاط في هجر اليد العاملة في الزراعة والرعي لمجال عملها، والانخراط في عمليات التعدين أملا في الكسب السريع، وهذا خطير جدا على مستقبل الثروة الحيوانية التي تمثل العمود الفقري للحياة في الريف الموريتاني.

4 - وفود أعداد كبيرة إلى مناطق التعدين التقليدي وفي حالة عدم المراقبة الأمنية الجيدة قد يسهم ذلك في تشكيل مايسمى "مجموعات الذهب" خاصة أن المنطقة تعج بالمهربين وربما الإرهابيين،  و كذلك وجود  بعض الأجانب مجهولي الخلفيات.

5 - قد يكون الاستغلال التقليدي للذهب بوابة لسرقة و تهريب و ربما دمار للآثار الموريتانية الثمينة، وكذلك الأحجار الكريمة،  وربما أشياء أخرى أكثر خطورة.

6 - قد يتسبب فتح مواقع جديدة للتعدين في احتكاكات بين السكان المحليين والمنقبين خاصة في المناطق الرعوية أو الزراعية مثل المناطق الكائنة بين ولاية كوركول و كيدي ماغه .

 

الخلاصة:

السعي إلى تبني خطة عمل استراتيجية واضحة المعالم في مجال التعدين التقليدي للذهب تستهدف إدخال هذا النشاط في الدورة الاقتصادية الوطنية،  واستخلاصه بطرق أقل تأثيرا على البيئة والصحة، بالإضافة إلى القيام ببرامج للتوعية والتثقيف الصحي والأمني للمنقبين في مناطق التعدين.

كما ننبه إلى أن التعامل العشوائي مع "الزئبق" يشكل خطرا يهدد بلادنا، ويجب على السلطات أخذ التدابير اللازمة للحد من إنتشاره ، خاصة أن بلادنا موقعة على اتفاقية "ميناماتا" التي تدعو  الدول إلى الحد من استخدام الزئبق في التعدين، وإزالته حيثما أمكن.

لذلك لابد من التعاون بين القطاعات المعنية المختلفة ، لتحقيق التوزان بين الفوائد والأضرار المذكورة أعلاه.

تصفح أيضا...