محامون يدينون مصادرة أملاك ولد بوعماتو و ولد الدباغ "بيان:

اثنين, 20/08/2018 - 14:06

عبر محامو مجموعة بوعماتو ا عن إدانتهم الشديدة لما وصفوه بالإجراءات الجائرة المتخذة ضد محمد ولد بوعماتو ومحمد ولد الدباغ ومصادرة أملاكهما، حسب ماورد في بيان صحفي توصلت وكالة مراسلون لنسخة منه

وطالب بيان المحامين القضاة الموريتانيين الابتعاد عن ما وصفوه بالحيف والتعسف لضمان مزيد من استقلالية القضاء وتعزيز السلم الاجتماعي .

نص الينان :

فى إطار الملف القضائي المفتوح منذ أزيد من عام ضد شيوخ وصحفيين ونقابيين ورجال أعمال من المعارضة الديمقراطية، أقدم النظام على خطوة جديدة موغلة فى الخطورة والظلم و فى تسخير العدالة لسلب الناس أموالَهم والاستيلاء على كافة موارد البلد بأكمله.

فبذرائع واهية، وفى خرق سافر للدستور وانتهاك صارخ لمبادئ الاسلام المقدسة، وبطلب من وكيل الجمهورية، أمر قاضي التحقيق بمصادرة الأصول المصرفية لكل من محمد ولد بوعماتو ومحمد ولد الدباغ.

حتى الأموال المودعة احتياطا لتسيير مستشفى العيون الذي أقامه محمد ولد بوعماتو لم تسلم من هذا الإجراء الجائر، شأنها شأن الأموال التي وضعها بوعماتو ليعود ريعها إلى أم أبنائه.

إن الأمريتعلق هنا بعملية سلب تعيد إلى الأذهان منهج القرون الوسطى، وفى عصرنا الحاضر تذكر بالمصادرات التي تلجأ إليها الأنظمة الشمولية وهي فى نفَسها الأخير .

إن على قضاة بلادنا أن يكونوا سداً منيعا أمام الحيف والتعسف، فهم يمثلون سلطة مستقلة لا غنى عنها لضمان السكينة والسلم الاجتماعي.

وليس على قضاتنا مؤازرة خطوة شخصية لا أخلاقية ولا مشروعة يقوم بها رئيس متعطش للسلطة والمال. إن شرفهم كقضاة يجب أن يمنعهم من أن يصبحوا أدوات طيعة فى يد طاغية يقمع وينهب رجال أعمال بلدهم بكل وقاحة.

إنهم شخصيا مسؤولون أمام الأمة بأكملها عن السلطات المخولة لهم بالدستور وقوانين الجمهورية. إن عليهم أن يتذكروا أن التاريخ محكمة صارمة ستحق العدل ،لا محالة ، للذين رفضوا الانصياع للأوامر الجائرة، وستدين ،بلا رحمة، كل الذين ضحوا بشرفهم واستقلاليتهم لخدمة نظام طاغية آيل للسقوط.

لقد صادر محمد ولد عبد العزيز غصبا أرصدة محمد ولد بوعماتو وأبنائه وأرصدة محمد ولد الدباغ، وهي أرصدة تقدر بعشرات المئات من الملايين، وقد وضعها فى صندوق الإيداع ، وهو جهاز وضعه عزيز تحت تصرفه يسحب منه متى شاء.

إن القضاة الذين استجابوا لأوامر عزيز ووضعوا تحت تصرفه أرصدة مواطنين أبرياء سيتحملون كامل المسؤولية عن هذا التصرف الاستبدادي واللاأخلاقي.

فبعد أن وضع اليد على أملاك الدولة، و، بجشع لا يوصف، ينقضُّ عزيز حاليا على الأملاك الخصوصية للمواطنين، مسخرا لهذا الغرض ما تبقّى من العدالة المغلوبة على أمرها، وهو بهذا يضيف عاملا جديدا من عوامل عدم الاستقرار الذي وضع فيه البلد بشكل خطير.

إن استهداف بانٍ ومحسن من طينة محمد ولد بوعماتو ،المظطهد منذ سنوات وبغير حق، لا يمكن تفسيره إلا بالحقد والشر اللذَيْن يتملكان ولد عبد العزيز.

إن أي شخص فى موريتانيا لم يعد اليوم بمنجاة من هذه المصادرات التعسفية التي أصبحت معها الملكية الشخصية المحمية بدستورنا وبديننا الحنيف تُنتهك يوميا بأوامرمن محمدعبدو عبد العزيز.

إن أملاك محمد ولد بوعماتو المصادرة بدناءة هي حصيلة نصف قرن من العمل الدؤوب ، وحصيلة عمر من الكد النزيه تمت مصادرتها فى لمح البصر من طرف شخص جعل من نهب أموال الآخرين برنامج حكومته الأوحد.

أمامحمد ولد بوعماتو فقد دأب على تخصيص ثمار نجاحه لعمل الخير، فأنشأ مستشفى للعيون يتعالج فيه مجانا ، ومنذ ثمان عشرة سنة ، مئات آلاف المرضى، وفى عشر سنوات من الجهد المكثف، قضى على مرض التهاب الملتحمة المؤدي الى الْعَمَى.

و بنى عشرات المدارس ووفر منحا للطلاب، مساهما بذلك فى تربية أجيال من الأطفال الموريتانيين. كما تكفل بتوصيل المياه لآلاف الأسر التي كان العطش يهدد حياتها، وحفر عددا من الآبار فى الوسط الريفي، وشيد المساجد فى شتى أنحاء موريتانيا، حيث ظلت أعمال البر والخير التي يقوم بها تعوض عجز السلطات العمومية التي أوغلت خدماتها فى الانحطاط خلال السنوات العشر الأخيرة. إن محمد ولد بوعماتو محسن يشرِّف بلده وفاعل خير معروف على الصعيد العالمي.

ولأن محمد ولد عبد العزيز لا يحب توجّه بوعماتو لعمل الخير ومساعدة الفقراء، فقد لجأ لتجفيف منابع ذلك الخير بتجميد أرصدة بوعماتو ووضع اليد عليها، تماما كما يفعل، محصّناً من العقاب، لأموال الدولة منذ عشر سنوات. ويبدو أن ولد عبد العزيز، المنشغل فقط بتحصيل الثروة غير المشروعة، لا يكترث لأنات وسخط الشعب، فجحافل الفقراء التي تزداد يوما بعد يوم فى المدن والأرياف تخطو اليوم باتجاه الثورة.

إن ولد عبد العزيز لم يكتف بالعجز عن تقديم حلول لهؤلاء، وإنما بادر أيضا إلى الحرب على الخيّرين الذين يقدمون لهم يد العون.

وأمام هذه الانحرافات الخطيرة، فإننا نحذر النظام من الانتهاكات المتكررة ضد المواطنين وممتلكاتهم. وعلى وجه الخصوص، فإننا ندين بشدة الإجراءات الجائرة والمشينة المتخذة ضد محمد ولد بوعماتو ومحمد ولد الدباغ والمصادرة التعسفية لأملاكهما،ونشجب هذه التصرفات الخطيرة التي كنّا نظنها نُبذت إلى الأبد، ونطالب بوضع حد نهائي لها على الفور.

كما نطالب بأن تتم مساءلة كل من ساهموا فى ارتكاب هذه الأفعال عن الجرم الذي اقترفوه.

محامو مجموعة بوعماتو

 

 

تصفح أيضا...