لماذا تأخر الرئيس ..؟ ( قراءة حول سيناريو التمديد بدل المأمورية الثالثة )

جمعة, 16/02/2018 - 10:39

بدا الرئيس محمد ولد عبد العزيز خلال خرجته الأخيرة "زيارة المعهد التربوي و مدرسة تكوين المعلمين" ـ طويل و كثيف الشعر نسبيا ـ حيث يبدو أنه لم يجد الوقت منذ مدة لاستدعاء حلاقه و ترتيب هيئته

و رغم أن هذا الأمر شكلي جدا ، إلا أن له دلالة معينة  ، خصوصا  حصوله في فترة تطبخ فيها مآلات الأمور على مختلف الصُعد

و كما تأخر الرئيس في حلاقة رأسه ، فقد تأخر في اتخاذ قرارات هامة مثل تعيين الأمين العام لرئاسة الجمهورية الشاغر منذ 70 يوما !

كما تأخر في فض الخصومة بين مناصريه ، و تأخر في إجبارهم على الانسجام و التعاضد

و تأخر في التحضير للانتخابات القادمة التي كان من المفترض أن تكون نهاية العام الجاري 2018  حيث يبدو ذلك صعبا و ربما تجرى في منتصف العام 2019 الذي كان من المنتظر أن تجرى فيه انتخابات الرئاسة

و هنا بدأ البعض يتحدث عن سيناريو التمديد بدل " المأمورية الثالثة " التي تقف أمامها عدة عقبات..

إن " التمديد " في النهاية ليس إلا نمطا من التأخير عن المواعيد الثابتة و هناك نماذج عدة من التمديد و التأخير جرت في استحقاقات الشيوخ و النواب السابقين .. يمكن أن يتخذها النظام ذريعة للإشكال الذي سيحصل و هو في ظاهره تأخير و في باطنه " تمديد " .

إن موقف الرأي العام الدولي من المأمورية الثالثة هو ما جعل أصحاب القرار في نواكشوط يلجؤون إلى خطط بديلة تمكن الرئيس من لعب أدوار هامة في المشهد القادم بعد مغادرته الشكلية للكرسي مثل ترأس "الحزب الحاكم " الذي سيستغرق العمل فيه عاما كاملا حتى يكون مناسبا للرئيس المؤسس ـ حسب وصف الداعمين المخلصين ـ

قبل ذلك يتطلب الأمر بعض الوقت من الآن ـ عامين ـ أو أقل لتطبيع  العلاقة بين الجيش و الحزب الحاكم و ما تعيين " وزير الدفاع " على رأس لجنة الحزب إلا في ذلك الإطار حيث هو العضو الوحيد في الحكومة الذي يسمح له القانون علنا بالتواصل مع المسؤولين المدنيين و العسكريين

و منذ بعض الوقت و الرئيس يدفع بالوزير إلى واجهة السياسة الداعمة للنظام خلال التعديلات الدستورية الأخيرة حيث دُفع به لـ" الدفاع "عنها بينما كان الأمر يجب أن يكون لوزير العدل أو وزيرة العلاقات مع البرلمان ..

كما أن رمزية كلمة " الدفاع " الموجودة في وظيفته له فعل في نفوس أعضاء الجيش في تعادل المزايا المادية التي اكتسبوها بمزايا معنوية هذا أولها و ربما يأتي  بعضها في قادم الأيام ..

ذلك الفعل النفسي الذي يرجو النظام بجناحيه العسكري و المدني أن يساعد في تقبل المؤسسة العسكرية فكرة " التأخير ": التمديد ـ تمديدا لن يطول ـ بحسبهم ـ في انتظار ترتيب الأمور ...

تصفح أيضا...