تنفيذي ال UPR : سياسيون و صناديق سر(عناصرالقوة في المكتب و مكامن ضعفه ؟)

أربعاء, 01/01/2020 - 09:52

أعلن قبل يومين في نواكشوط عن أعضاء المكتب التنفيذي لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية بعد جولة شرسة من  تنازعه مع الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز الذي استسلم في النهاية لواقع انحياز مناضلي الحزب و قادته و رموزه  إلى الرئيس الحالي غزواني  ..

يشكل المكتب كما هو واضح من كشكول من السياسيين البارزين و  المسؤولين من فئة التكنوقراط فضلا عن بعض صناديق السر التي تملي فروض السياسة أن يتم الإبقاء عليهم فمن السياسيين يظهر كل من :

محمد يحيى ولد حرمه وهو الوزير ونائب لرئيس الحزب السابق وسياسي معروف بخلفيته البعثية و بقيادته التقليدية يمتع بهدوء كبير و بذكاء السياسي الحذر

يحي ولد الواقف و هو رئيس حزب عادل السابق و الوزير الأول الأسبق الذي عارض الإطاحة برئيسه سيدي ولد الشيخ عبد الله و هو سياسي علمته ال 12 عشر الأخيرة فنون التدافع و المحاججة و غير ذلك و هو إلى ذلك نائب حالي و وزير سابق يعرف ميكانيزمات الحكم و السياسة

الخليل ولد الطيب و هو النائب السابق الذي أطلق شرارة المرجعية و يمثل وجوده من بين نواب الرئيس تبن تام لأفكاره و تقديرا لها و هو سياسي معروف

محمد محمود ولد لمات و هو السياسي الذي عارض الأنظمة ما يقارب 30 سنة متواصلة من معاوية ولد الطابع إلى سيدي ولد الشيخ عبد الله إلى محمد ولد عبد العزيزو يمثل وجوده في المكتب تثمينا لالتحاقه بداعمي غزواني و إضافة نوعية لسياسيي قيادة الحزب الحاكم

الكوري ولد احميتي : و هو القيادي التاريخي للناصريين حيث ذاق مرارة السجون و التعذيب فيها  و هو إلى ذلك نائب سابق و سياسي بارز عبر عن رفضه للمأمورية الثالثة حيث اعتذر عن حضوره اجتماع الآدراريين الداعي لها ، كما أصدر بيانا صريحا لرفض لجنة التسيير السابقة و امتعاضه منها كما أصدر بيانا آخر يستهجن فيه تغيير اسم شارع جمال عبد الناصر في نواكشوط

أحمد سالم ولد محمد فاضل و هو نائب رئيس تيار راشدون الذي حافظ على توجهه الإسلامي و أيد غزواني، قاد الأستاذ الجامعي بجدارة إدارة حملته في تكانت حيث تجاوزت نسبة النجاح بها 72 في المائة  تعكس تسميته في قيادة الحزب الحرص على تنوع المشارب و توجهات الحزب و هو ذات المبدأ الذي جعلهم يحرصون على تسمية افالي انغيسالي الذي يحظى بتأييد واسع من قبل سكان الضفة و القومية الزنجية بشكل عام و هو أحد آخر المتبقين مع عزيز و لعل في منحه الأمانة العامة رسالة أن النظام الجديد ليس في عداء مع مؤيدي الرئيس السابق

المدير ولد بونه و هو نائب سابق و سياسي معروف مارس السياسة في روصو و الميناء و تولى قيادة قطاعات هامة إعلامية و وزارية

الدكتور عبد الله ولد النم و هو الوزير الأسبق و ربما السياسي الوحيد الذي كان ضمن لجنة التسيير دخل في شبه مشادة مع الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز حول دور الحزب و علاقته بالسلطة يمثل الاحتفاظ به حفاظ على العلاقة لجنة التسيير

 سيدي أحمد ولد محمد و هو وزير التجارة الوجه الجديد الذي أبدى كياسة مطمئنة و تسييرا جيدا  لقطاعه حيث ينتظر أن يشكل له الدور السياسي الجديد تجربة هامة تهيئه إلى أن يكون أحد رجالات غزواني الذين بدت ملامح بعضهم تلوح في الأفق

الوزير السابق سيدي أحمد ولد الرايس و هو المعروف بهدوئه و كياسته قاد حوار دكار سنة 2009 و حظي حينها باحترام الجميع بما فيها المعارضة خرج من إحدى حكومات عزيز بسبب وشاية من أحد زملاءه

وزير التهذيب الحالي  آداما سوغو و زملاءه  با عثمان و جنجابال و سيديا سوخنا و آتيا عبد الوهاب يمثل اختيارهم اعتبارا لأوزانهم في سياسة الضفة و تأكيدا على تنويع مشارب قيادة الحزب  حيث يحظى أغلبهم بدعم كتل كبيرة و وازنة

كما يمثل تسمية القيادي في حزب الوئام سيدي محمد ولد عابدين اعتبارا لسياسي إنشيري و هي ولاية الرئيس السابق حيث حظي المكتب بثلاثة منهم هم ولد عابدين و ولد حرمه و ولد لمات

أما السيد خطري ولد جدو و أم الخيري بنت المصطفى فيمثلون الأوجه الجديدة  و تمثيلا لفئة الشباب التي ينتمي لها آخرون في المكتب

أما الوزيران المختار ولد اجاي و محمد ولد عبد الفتاح الذين جرى امتعاض واسع من تسميتهما بالمجلس فقد أصبحا يمثلان كتلا محلية وازنة بفعل تسخير قطاعاتهم لداعميهم و لكن الأهم أنهما ربما أهم صناديق الأسرار" السوداء" التي كان يمتلك عزيز و تسلمها منذ فترة الرئيس الحالي غزواني حتى قبل ظهور الخلاف إلى العلن ..و بالتالي يكون الحفاظ عليهما له أكثر من مغزى

و رغم بعض التناقضات التي قد تشكل نقطة ضعف للمكتب  من عدم انسجام بعض أعضاءه مع غالبيتهم و حتى عامل الثقة المفقود في بعضهم  من قبل باقي الزملاء نظرا أن أحدهم قد سبق و أن وشى بزميله و أقيل على إثرها

رغم ذلك نجا المكتب من أن يكون مكتبا قبليا صرفا أو جهويا مقيتا أو حتى عرقيا غير أنه لم يرق للأمل الكبير و القيادة الأسطورية التي كان يفكر فيها الموريتانيون ، كما أنه غاب عنه عددا من أصحاب الوزن السياسي حيث لربما ضاق عدده عنهم اعتبارا لأولويات وضعها المنظمون و هي فرصة للسلطة التنفيذية أن تصحح ذلك الخلل من خلال اعادة الاعتبار لتلك الجهات خاصة من عبر منهم عن امتعاضه

و في الأخير  يترتب نجاح المكتب الجديد بالأساس على دور رئيسه المهندس سيدي محمد ولد الطالب أعمر الملقب سلطان الذي ينظر إليه كرجل دولة من الطراز الرفيع فقد خبر قيادة القطاعات الوزارية خلال  سنوات من حكم معاوية و تولى قيادة البعثات الدبلوماسية الموريتانية خلال 12 سنة متواصلة و هو إلى ذلك ينحدر من عمق موريتاني عريق تلقى ، خلال شباب مبادئ الممارسة السياسة في الحركات الإيديولوجية و لكن الأهم أنه ليس سياسي متخندق و لا فني متحجر و لا تقليدي متخلف ، يتميز برحابة صدر يمكن أن تساعده في مهمته الصعبة لو سيرها بمقدار ..

 

 

 

تصفح أيضا...