في موريتانيا كيف تسببت صور #السيلفي في فقدان موظفين لوظائفهم ؟!

ثلاثاء, 19/11/2019 - 20:10

تتضمن القوانين والأعرف في جميع دول العالم بنوداً ومواد تنظم عمل الموظفين وتحكم علاقتهم بالمؤسسات والادارات التي يعملون بها ، وتخضع ثنائية العقوبة والمكافأة لتلك القوانين، فلا يعاقب المظفون إلا في حال إخلالهم بقوانين وأدبيات العمل.. وهلمّ جرا..

غير أن الوضع في موريتانيا قد يختلف قليلاً حد الشذوذ عن تلك القاعدة ، لدرجة أن يكون التقاط ونشر الموظف لصورة #سيلفي مع أحد المشاهير أو الرؤساء ، سببا كافيا لفصله من العمل، أو تحويله من مكان عمله في أحسن الأحوال كعقوبة، فكيف حدث ذلك ؟

نماذج 

في 1 من شهر يناير الماضي وبينما كان الشيخ محمد الحسن الددو جالسا على كرسي متحرك في إحدى صالات مطار نواكشوط الدولي، دقائق قبل المغادرة في رحلة سفر، طلب منه ثلاثة دركيّين السماح بالتقاط صورة (سيلفي) معه كذكرى، غير أن الدركيّين الثلاثة لم يكونوا يعلمون أن تلك الصورة ستتسبب في تحويلهم من مكان عملهم المُريح ، إلى أماكن أخرى بعيدة وغير مُغرية.

وهو ماحدث في اليوم الموالي حيث صدرت أوامر عليا بتحويل الدركيين الثلاثة إلى (أوجفت) و (بومديد) و (تيشيت) وذلك عقاباً لهم على #صورة السيلفي تلك.

كانت عقوبة الدركيين الثلاثة عقوباة عادية قياساً على العقوبة التي تلقاها موظف الشركة الموريتانية للطيران محمد الامين بوشاما بسبب تسريب صورة #سيلفي عادية التقطها في المطار ليلة السبت الماضي مع الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز فور خروجه من الطائرة أثناء عودته من الخارج.

إذ أصدرت مديرة الشركة آمال منت مولود - المحسوبة على النظام السابق - مذكرة بفصله من العمل؛ مبررة سبب الفصل بـ "خطإ مهني" ارتكبه المعني !

استنكار للعقوبات، وتضامن شعبي مع الضحايا

العقوبات التي تلقاها أصحاب صور #السيلفي تسببت في ردود فعل شعبية واسعة مستنكرة على مواقع التواصل الاجتماعي ، وصب المدونو جام غضبهم على المسؤولين مطالبين بإنصاف الضحايا، وفي خضم حملة الاستنكار والتعاطف هذه ، بلغ الأمر حد إعلان أحد التجار التبرع بملغ مالي وملابس فاخرة لأحد الدركيين المحولين تعسفياً.

و تجاوزت ردود الفعل المسؤولين الرسميين، لينال مطار نواكشوط الدولي نصيبه لكن على شكل "تندّر" ، إذ قال أحد المعلقين على الموضوع إن المطار ليس "أغظف" لأن الحادثتين وقعتا فيه !

 

تصفح أيضا...