أردوغان يعلن الحرب على السجائر الإلكترونية

خميس, 24/10/2019 - 18:16

قبل أيام قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه لن يسمح أبدا لشركات السجائر الإلكترونية بتصنيع منتجاتها في تركيا وحث الأتراك على شرب الشاي بدلا من ذلك. فما هو واقع السجائر الإلكترونية في تركيا، ما بين شعب يرى بعضه أنه يرغبها ورئيس يكافحها؟

"خدعوني فقالوا: السيجارة الإلكترونية تساعد في الإقلاع عن التدخين".. بهذه العبارة استهل الشاب بيرول إيشيك حديثه للجزيرة نت، مستطردا وعلامات الندم على وجهه "كان التدخين من أغبى الأشياء التي عملتها في حياتي".

بدأ التدخين في عمر 17 عاما، محاولا تقليد والده كما يقول، وبعد تخرجه من الجامعة، أي بعد عدة سنوات من التدخين قرر ترك الدخان بسبب معاناته منه ولهاثه حين الجري وصعوده اليومي إلى شقته في الطابق الرابع. 

محاولة ايشيك ترك التدخين باءت بالفشل إلى أن نصحه أصدقاؤه بتدخين السجائر الإلكترونية بذريعة أنها غير ضارة وتساعده على ترك التدخين تماما، فأخذ بتدخينها مستمتعا بنكهاتها المتنوعة التي جذبته حتى أدمن تدخينها على مدى ثلاث سنوات.

وبعد أن ساءت حالته الصحية، جرى إدخاله قسم العناية المركزة حيث سحبت من رئتيه أربعة لترات سوائل، والآن هو بصحة جيدة ويمارس التمارين الرياضية المختلطة والملاكمة ويقوم بالتأمل بداية ونهاية التمرين، وفق قوله، مضيفا "قد ساعدني هذا فعلا على التركيز، وقد أخرج القيام باللكم والرفس مقدارا مهما من الطاقة العصبية التي تكونت عندي بعد ترك التدخين".

إحصاءات
بحسب تقارير وزارة الصحة فإنه منذ إقرار قانون منع التدخين بالأماكن العامة والمغلقة عام 2009، أقلع 141 ألف مواطن عن التدخين، وقل استهلاك السجائر بمعدل 13 مليار سيجارة مقارنة بالفترة التي سبقت قرارات المنع.

ووفقا لإحصائيات مركز الإحصاء، فإن نسبة المدخنين لسنة 2016 لمن فوق 15 سنة بلغت %26.5، ونسبتهم من الذكور في نفس العام للفئة العمرية 35-45 سنة49.8% في حين بلغت نسبة المدخنات لنفس الفئة العمرية 19.9%. 

أما استهلاك السجائر الإلكترونية، فقد بلغت نسبة المستهلكين لها من النسبة العامة للمدخنين عام 2010 حوالي 16% من المدخنين، وقد زادت إلى حوالي 28.7% بحلول 2016. وهذا دليل على زيادة استهلاك السجائر الإلكترونية ومحاولة العديد من فئة المدخنين الاستعاضة بها عن السجائر التقليدية، وفق مختصين.

ومع أن التدخين غير محظور قانونا فإن شراء أو توزيع السجائر الإلكترونية يعد مخالفا للقانون، ومع ذلك يشتري كثيرون السجائر الإلكترونية من موزعيها عبر الإنترنت.

إجراءات الدولة
كان أردوغان قد صرح بأنه لن يسمح لشركات السجائر الإلكترونية بتصنيع منتجاتها في تركيا، وحث مواطنيه على شرب الشاي بدلا من ذلك.

وقال في مؤتمر لمناهضة التدخين في إسطنبول الأحد الماضي "طلبوا منا مكانا وتصريحا لإنتاج السجائر الإلكترونية فلم نمنحهم ولن نفعل".

يقول طه عودة أوغلو المحلل السياسي المقرب من الحكومة أن الرئيس معروف بكرهه للسجائر ومكافحته للتدخين حتى أن منظمة الصحة العالمية منحته الجائزة العالمية لمكافحة التدخين عام 2010 تقديرا للجهود الكبيرة التي بذلها للتقليل بشكل ملحوظ من أعداد المدخنين عبر حملات وطنية في مقدمتها التطبيق الحازم لحظر التدخين بالمناطق العامة المغلقة، وهو ما رفع تركيا لقائمة البلدان الرائدة بمكافحة التدخين عالميا.

 

 

المصدر : الجزيرة نت

 

تصفح أيضا...