إسْـهـامًـا فِـي إنَـارةِ الرأيِ الـعَـام وتـوْجيـهِـه نـحْـوَ الأحسَـن / د محمد ولد داهي

خميس, 26/07/2018 - 11:34

✨‏┓ ━ ـ❀ *الـصَّـوْتُ أمَــانَـةٌ* ❀ـ━ ┏

فِـي ظـلِّ الـتّـجَـاذُبِ والـتّـنـافُـسِ - الـذِي نَـشْـهَـدهُ الْـيَـوْمَ فِـي السَّـاحـةِ الـسّـيـاسِـيـةِ للـبَـلَـدِ - بـيْـن الْـبـر والفَـاجِـرِ من أجْـل الـتّـرشّـح والـتّـرشِـيـح للْـحـصُـولِ عـلَـى الـمـنَـاصـبِ والْـفـوْز بِـمـقْـعـدٍ انْـتِـخَـابِـي ؛ يـكُـونُ مُـدِرا لِـصَـاحِـبـهِ ويُـخـوّل لَـهُ الـجُـلُـوس بِـ : "قُـبّـة البَـرلمَـان" ، والمـشَــاركَـة في سَـن وتـمْـريـرِ قَـوانِـيـنِ الـدّولَـةِ وإجَـازتِـهَـا ؛ يَــجِـبُ أنْ نَـنـطَـلـقَ مِـن فـكْـرةٍ وحِـــيـدَةٍ ؛ وهِـي :
أن *الـصَّـوْت أمَــانَـةٌ* وودِيــعَـة عِـنْـدَ صَـاحِـبِـهِ ، كَـالـنّـفْس وشَـقِـيـقِـهَـا... وغـيْـر ذَلِـكَـ مِـن الـوَدائِـع الـتِـي تَـتـعـيَّـنُ الـمـحَـافَـظَـة عـلَــيْــهَـا، وعَـدَم الـتّـفْـريـطِ فِـيـهَـا.
وكَـونـهُ *أمَــانَـة* يـسْـتـلْـزم أنْ نُـحَــافـظَ عـلَـيـهِ وأنْ نـخْـتَــارَ ونـتَـريّــث عِـنْـدَ مـنْـحِـه ؛ لـنَـضَـعـهُ فِـي مَـوضِـعـهِ ، ونـضْـمَـن إِيـصَـالـهُ لـمَـن يـسْـتـحقّـهُ.
ومِـن هَـذا المُـنْـطـلَــقِ فَـإنّ أيّ مُـرشّـح - تَـقدّم أو قُـدّم للـتّـرشِـيـحِ - لاَبـدّ أنْ يـتّـصـفَ بِـصـفَــاتٍ ويـتّـسمَ بسمَــاتٍ ؛ تُــخـوّل للنّــاخب [ صَـاحب الـصَّـوت ] أنْ يَـخْـتَـارهُ عـلـيْـهَـا، وتـكُـون هِـي الـمـعْـيَـار الـحَـقِــيـقِـي الـذِي يــصَـوتُ عـلَـيـهِ مِـن خِـلاَلـهَـا.
وهَـذهِ الصفَـات - الـتِـي يـتَـعـيّـن وجُـودهَـا فِـي الشّـخْـصِ [ المُـترشّـح - المُـرشّـح ] واتّـصَـافـهُ بـهَـا - كَـثِـــيـرةٌ ، لـكِـن يُـمـكـنُ حـصْـرهَـا واخْـتِـزالُـها في أمُـورٍ ثـلاَث ؛ هِـي :

⚡الأُولَــى : *الـكَـفَــاءَةُ*
وصِـفـةُ الكَـفَـاءَةِ ؛ صِـفَـة ضَـرُورِيـة ، بَـلْ لاَبـدّ منها ؛ ذلكَـ أنّـها : تُـخـولُ لـصَـاحِـبـهَـا أنْ يـكُــونَ مَـحَـل ثِـقَــةٍ لـدَى الـجَـمِـيـعِ ، وقُـدْرةٍ عـلَـى الـقِـيّـام بالـدّوْرِ الـمنُـوطِ بِـه.
أمَّـا مَـن لَـم يـتّـصف بِـهَـا ؛ فَـلاَ يـنْـبـغِـي انـتِـخَـابـهُ ولاَ التّـصْـويـتُ لَـهُ الـبَـتَّـةَ.

⚡الـثَّــانِـيـة : *الأمَــانَـةُ*
وصِـفـةُ الأمَـانـةِ ؛ هي : الأسُّ والأسَــاسُ ، ولا غِـنَـى لأي كَـانَ عـنْـهَـا. فِـفِـي الـحَـديـثِ - الـذِي رواهُ مُـسْـلـمٌ - قُـلـتُ يَـارسُـولَـ اللّـهِ : "أتـسْـتَـعْـمِـلُـنِـي ؟ قَـالَـ : فَـضَـربَ بِـيـدِه عـلَـى مـنْـكـبِـي ، ثُـمَّ قَـالَـ" : { يَـا أبَـا ذَر إنّـكَـ ضَـعِـيـفٌ ، وإنّـهَـا أمَــانَـة وإنّـهَـا يـوْم الـقِـيـامَـة : خِـزْي ونَـدَامَـة. إلاّ مَـن اخَـذَهَـا بِـحَـقِّـهَـا ، وأدَّى الـذِي عَـلَـيْـهِ فِـيـهَـا }.
وتُـعْـرفُ الأمانَـة - فِـي هَـذهِ الحَـالَـةِ - بأحَـدِ أمْـريْـنِ :
الأمـرُ الأولُـ : أن يـكُـون الـشّـخْـص [ الـمـتَـرشِّـحُ - الـمُـرَشّــحُ ] سبَـق وأن تَـقـلَّـد مـنْـصبًـا ما وأثْـبَـتَ أمَـانـتـهُ من خِـلاَل أدائِـهِ ، وحسْـن تَسيِـيـرهِ ، وإقْـنـاعِ الـغـيْـرِ بمَـا قَـام بِـهِ فِـيـهِ.
الأمْـرُ الـثَّـانِـي : أنه لم يَـسبِـق وأنْ تـقَـلّـد منْـصـبًـا ما وفِي هَـذهِ الحَـالَـةِ لاتُـعْـرفُ أمَـانَـتـهُ - مـعْـرفَـةً حـقِـيـقـيـةً - إلاّ مِـن خِــلاَل أهْـلِـهِ وذَويـهِ ، ومَـن عَـرفـهُ ، وخَـالَـطَـهُ مِـن الأحْـبَـابِ والاخْـوان.

⚡الـثَّـالـثَـة : *الـمَـسْـؤُولِـيـةُ*
وصِـفَـةُ الـمَـسؤُولِـيـةِ ؛ صِـفَـة ضَـرُورِيـة مُـتـعَـيِّـنَـة لابدّ مِـنْـهَـا ؛ إِذْ فِـي الـصَّـحِـيـحِ : { كُـلُّـكُـم رَاعٍ ، وكُـلـكُم مَـسْـؤولٌ عَـن رعِـيـتِـهِ... الـحَـدِيـث }
ولاتَـقِـل - هِـي الأخْـرَى - أهَـمـيـةً ومـحْـورِيـةً عَـن سَـابـقَـاتـهَـا
وعـلَـى صَـاحـبِـهَـا : تُـعَـلَّـقُ الآمَـال الـجِـسَـام ، وتُـعْـقَـدُ الأمُــورُ والـمَـسَـائِـلُ والـقَـضَـايَـا الـعِـظَـامُ.

ومَـن زادَ عـلَـى ثُـلاَثِـي : [ *الـكَـفَــاءَة* - *الأمَــانَـة* - *الـمَـسْـؤُولِـيـة* ] ؛ زادَت حُـظُــوظُـهُ ، واطْـمَـأَنَّـتِ الـنَّـفْـسُ لَـهُ !

♦ *مَــلْــحُـــوظَـةٌ* : إِذَا اتّـصـفَ جَـمْـعٌ مِـن الـمُـرشَّـحِـيـنَ ، واشْـتَـركُـوا فِـي هَـذهِ الصِّـفَـات ، وحَـصَـل بَـيْـنـهُـم الـتَّـنَـازعُ ؛ فَـمَـا الحَـل يَـاتـرَى ؟!
الجوابُ : أنَّ الـتّـفَـاضل ؛ فِـي كُـل شَـيءٍ وَعَـلَـى مَـنْ حَــارَ فِـي أمْـرٍ كَـهَـذَا : أنْ يَـبْـحَـثَ عَـنِ الاصْـلَـحِ ؛ الـذِي يغْـلِـب عـلَـى ظَـنِّـهِ أنّـهُ أهلًا ، وأكْـثَـر مـظـنّـة فِـي قِـيـامِـهِ بمَـا سَـيُـنْـتَـخَـبُ مِـن أجْـلِـهِ.

د. مُـحَـمّـدُ ولـد دَاهِـي

تصفح أيضا...