معلقة على عتبات الحزن / الشاعر : ســيــدي ولد الأمــجــاد

أحد, 24/12/2017 - 16:51
في رثاء الشاعر الراحل الشــيــخ ولد بــلــعــمــش
 
١- لأنك كنت الشعر والقدس والصبحا
بكيناك وابيضت عيون المدى جرحا
 
٢- تــنـهــنـه هــذا الحزن فينا كــأنـــه
رعـــودٌ تـهـز الأرض تذرعُها ضبحا
 
٣- فتى المجد والعلياء يا سدرة الهـوى
مواجِعُنا كالموريات هـــنـا قـــدحــا
 
٤- مـواسمــنـا ثـكـلى وغيض مـعيـنـها
ولا خَيْلَ للأقصى تُــغِـيرُ هنا صبحا
 
٥- لقد رحــل الشـيـخ الذي بـقـصـيده
تـغـنـت طـيـور الكون تشدو به مدحا
 
٦- طــواه بــريـد الراحـلين وقد طــوى سـنـيـنَ فـتًى ما كان إلا فتًى سمحا
 
٧- وما كان إلا البدر في لـيـلة الدُّجى وحُلْمًا بَــهِــيَّ الروح بَلْ فارسا قُـحًّـا
 
٨- طــواه الــردى عـنا فأمسى مـزاره بـعـيـدا عـلـى قـرب يـؤرقـنـا بَــرْحـــا
 
٩- فواعجـبـًا للموت ما أوحش الحمى ومــا أثــقـل الأحزان من بعده شرحا
 
١٠- وما أصعب الصبر الجميل لفقده وقد كان بالأمس القريب لنا صــرحا
 
١١- وكــان لـنـا فخرا وكان لنا سـنًـى وكــان لـنـا سـيـفـا وكـان لـنـا فـتـحـا
 
١٢- وشيخا على هاًمِ الشباب يـراعـه يُـسَـطِّـرُهُ بـالـمـكـرمـات لـنـا سَـبْــحـا
 
١٣- فسبحان من أفنى وأحيى فقد مضى إلــى لـحـده مـن كـان أعـذبـنـا كـدحـا
 
١٤- وأفـصـحـنا هـمًّـا وحَـرْفا ولـوعـة على القدس والأقصى وما كَنَّتِ الفصحى
 
١٥- وأشـجـعـنـا رأيـا وقـولا ونِـخْــوَةً وأصـدقــنـا فـعـلا وأقـــومــنــا رُمْــــحــا
 
١٦- وداعا فتى شنقيط والكوكب الذي أنــار دروب الــخــالــديـن لنا نُــجْـــحــا
 
١٧- وأنـبـتـهـا نـخـلا وأَبًّــا بـسـحــره كـما أيـنـعـت زرعـا كما أخرجت قـمـحـا
 
١٨- ومرحى لكم في جنة الخلد تنتشي بــحـب رســول الله أشــعـاركـم مـرحــى
 
١٩- فـما خاب من كان الرسول إمـامـه ومـسـراه فـي الأقـصـى خواتيمه بـوحـا
 
٢٠- تــودعـنـا مـن قـمـة الحـب واللّــقـا وتــتــركــنـا سـفـحـا يـعـاني هنا سفحا
 
٢١- ولـوّحـت للـشـطـآن والـموج راجعا لــتــجـعـل هذا البحر في صمته ذبـحــا
 
٢٢- كــئـيـبـا فـلا الملاح يعرف وجـهــه غــريــبــا سقاه الخطب من دمعه مـلـحا
 
٢٣- عـرفـتـك لا أنـسـاك تبسم مـقبـلا كـأنــشــودة الــغـيـث الـمـريع إذا سَحَّا
 
٢٤- وَدُودًا وَقُورًا وارِفَ الظِّلِّ واقِــفًــا وفِــيًّــا وَئِــيــدَ الخَــطْـوِ لا طـالبا رِبْــحـا
 
٢٥- ولا كَــاسِــبًا إلا المـكارم والعــلا ولا جَــانِــحًـــا إلا إلــى ربـــه جـــنــحــا
 
٢٦- أيا بهجة الأوراد والذكر شعشعت بــها الروحُ داوي القـلـب من بعده نَفْحـا
 
٢٧- وَيَا ســامِـرَ الحَـيِّ القـديم ونَـخْـلَةً بواد الهنا تــشــكـو لأحــبـابهـا القـرحـا
 
٢٨- لقد هَجَعَ السُّـمـار فالدار بَــلْـقَــعٌ وبَــطْــحَــاءُ شِــنْــقِــيطٍ تَــئِـنُّ هـنا ردحا
 
٢٩- فلا قَـمَـرٌ فيها يُــؤَانِــسُ فِــتْــيَـــةً ولا صَــدحــَت تلك اللـيـالي بها صَـدحَـا
 
٣٠- ومسجدها المعمور أضناه فـقـده مــنــارتــه بَــحَّ الأَنِــيـــنُ بـــهــا بَـــحَّـــا
 
٣١- وذي حلب الشهباء والقدس تشتكي هـــواجــرها تــنــفـكُّ لافِـــــحَــةً لَــفْحــا
 
٣٢- وهــذي دمشقُ الحــب أين حـبـيبـها وَذَا بَـــرَدى بالحزن أمسى كما أضحى
 
٣٣- كظيمًا بِـبُـعْـد الشيخ والحرف والندى يــتــيــمــا وذي الآهات تطــرحـه طـرحـا
 
٣٤- وهذي هـنا نواذيبو والــبـحــر واجــِمٌ وقــد طــفحـت كـل الهـمـوم بـها طفحــا
 
٣٥- وشــنــقـيـطُ مـا شـنقيط إلا حـكـايـة من الألمِ الـــجَـــاثِي عــلــى قــبره نَوْحا
 
٣٦- هنا جَــدُّهُ الـقــاضي وكُتْبٌ قــديـمـةٌ وركــب مــن الأشــراف يــتــبـعه لـوحـــا
 
٣٧- هنا من مديـــح المُــصْطَفى خَطَراتُهُ تُــبـارك هــذا الرمـل والطَّـــلْحَ والسَّـرْحا
 
٣٨- وكــم مــلأت رحــبا وقــلـبـا وطـُــرة وكـم مــنـحــت مـن ســرِّ أسرارها مـنحـا
 
٣٩- فـسـارت بـهـا الركبان حجًٌا وعُمْرةً وهــامــت بــها الأكــوان مــن وَلَهٍ رَوْحَــــا
 
٤٠- وسِرْتَ على درب الجدود فلا تَــرى سـوى أحـمـد المـختار تَـعْـقِـدُ ذَا صُـلْحـا
 
٤١- وليلةَ إِذْ أســرى بــه الله أجـهشـت بِــرُوحِـــكَ أَشْـــوَاقٌ مُــعـنًٌـى به جُـــنْحَــا
 
٤٢- لقد ثـكـلت هذي القوافي وأرمـلـت لـــمَـــوتِــكَ لا تـــدري جَـــمَـــالا ولا قُبْحَا
 
٤٣- حبيب جِيَاعِ الكُوخِ والحَيِّ أين من سـيمــسح عنها الدمع من آيه مـــسـحــا؟
 
٤٤- فِـلـسطينُ لن تنساك صوتا مُجَلْجِلاً إذا ما كلابُ الغَربِ قد نــبـحــت نـــبــحــا
 
٤٥- عليكَ من الرحمٰــن شــلَّالُ رحـمــةٍ يفيضُ سَحَابًا دائِـــم الوبــل لا يُــمــحــى
 
٤٦- ورَوْحٌ وَرَيْــحَــانٌ بــجـنات أَنْــعُــمٍ مع المصطفى الهــادي تـــفــوح به فــوحـا
 
٤٧- صــلاةٌ وتــســلــيمٌ عــلــيه وآلــــه ســنــمــتــاحــها في كــل آونـــة مــتـحــا
 
ســـيـــدي ولـــد الأمـــجـــاد
 

تصفح أيضا...