الطينطان ..موسم له ما بعده / د ـ محمدو حمود

جمعة, 22/09/2017 - 17:40

مهرجان الطينطان للثقافة والسياحة، حدثُ يتماهى فيه الأدب والفن والتراث والتاريخ وروائع براعات العطاء الإنساني وروح المبادرة الخلاقة التي عرف بها سكان مقاطعة الطينطان بالحوض الغربي، ويبشرُ بمواسم قادمة من العيار الثقيل.

 

 فبين أحضان الهضاب الجميلة والتلال الوادعة والأودية الفسيحة وواحات النخيل الفيحاء التي تؤطر الطينطان المدينة، اختار المنظمون أن يكون مسرح هذا المهرجان التاريخي الفريد من نوعه، بما يعكس المخزون الطبيعي والجمالي والرصيد السياحي الثري للمقاطعة، في تظاهرة لم يخطئ المنظمون حين أطلقوا عليها اسم "مهرجان الطينطان للثقافة والسياحة"  بل طابق الاسم المسمى، في عناق تام بين الثقافة بمختلف مكوناتها والسياحة بمعالمها ومرافقها الشاخصة والواعدة.

 

ويندرج هذا المهرجان في إطار مهرجانات مماثلة تهدف إلى حفز السياحة وإنعاش الثقافة  برعاية رئيس الجمهورية السيد محمد ولدعبد العزيز، بل لعله أكثر هذه المهرجانات صدقية وادعاها للتنظيم، بما كشف عنه من سبق وخصوصيات ثقافية وسياحية ظلت تميزهذه المنطقة عبر تاريخها.

 

لقد كان المهرجان مناسبة أظهرت ملامح أصيلة من براعات محاظر الطينطان وإسرار تفوقها المشهود في مجالي حفظ القرآن الكريم وتجويده، فهم أهل حفظ ورواية ودراية في المقرأ والرسم متميزة.

 

رئيس المهرجان شكر الحضور من رسميين ووجهاء وعامة على تجشمهم عناء السفر ومشقة الحضور إلى ساحة المهرجان، تلبية لدعوة كريمة من بعض أبنائهم البررة الذين حملتهم الغيرة على ولايتهم للتفكير الجدي في تنظيم تظاهرة بهذا الحجم، والتي كانت حلما يستحيل تحقيقه في نظرهم نتيجة لضيق ذات اليد، ومشاغل الحياة وصعوبتها، لكن العزيمة القوية لأبناء مدينة الطينطان، وصدق نواياهم وإخلاصهم حول الحلم إلى واقع، متحدثا بعد ذلك عن مراحل الإعداد والتخطيط والتنفيذ، مثمنا دور الأطر والمنتخبين وبعض الشركات التي ساهمت بسخاء في تمويل المهرجان.

 

 بعده تتالت كلمات أعضاء في للجنة التنظمية وممثلي المجتمع المدني معبرين بدورهم عن شكرهم وامتنانهم لأصحاب هذه المبادرة، ومثمنين للجهود التي بذلت من اجل إنجاح هذا الحدث الذي سينعكس ايجابيا على التنمية المحلية والساحة الثقافية في المقاطعة .

 

  ثم فتح المجال للفنان والأديب أماكة ولد دندني، الذي أشرف بنفسه على تنظيم مسابقة "حوص الشور" في الأدب الشعبي، والتي أظهرت بحق براعة أدباء المنطقة وريادتهم ومخزون القدرات الأدبية الخارقة لأبناء المقاطعة....

 

  عرف المهرجان انشطة متنوعة بدأت بوصلات غنائية لفنانين لهم بصماتهم في التراث الموسيقي للولاية، كما تعاقب على المنصة شعراء وأدباء  أطلقوا العنان لخيالهم  فبهروا وشنفوا الأسماع بما جادت به قرائحهم من بديع الموزون، فصيحا وشعبيا، على وقع الموسيقى والتدينيت، في أجواء النسيم العليل على سفوح تلك الهضاب الساحرة الآسرة وكانت اسكيتشات المسرح التي أسرت الحضور، هادفة وممتعة في آن واحد.

 

ولعل أهم المحاضرات التي شهدها المهرجان تلك التي كُرست للسياحة في المنطقة والتي القاها الأستاذ محمد ولد الداده، وقد أصل وعرف وأفاد وأجاد وسدد وقارب وأبدع.

 

الفنان محمد محمود اميليد كان حاضرا بقوة وبجمهور عريض ، حيث أبدع واطرب حتى تمايل الجمهور رقصا وطربا منتشيا بصوته العذب و"اشواره الزمنية" صحبة الفنان الكبير وصاحب الحنجرة الذهبية محمد فاضل ولد السيد و تلك الموسيقى العذبة الجميلة.

 

وقد تفاعل جمهور المهرجان كثيرا مع  مسابقة اعكيل الكاف في الأدب  الحساني  الشعبي الرائع، والتي ابرز فيها الشباب والشيوخ والنساء عن حسهم الأدبي المرهف وبراعاتهم في مجال الأدب الحساني، وإلى جانب تلك الأصالة التي طبعت مختلف فقرات المهرجان، كانت الحداثة حاضرة أيضاً مع فنان الراب الذي أدلى بدلوه في سهرات بديعة، ستبقى محفورة في ذاكرة الطينطانيين والطينطانيات، وسط أشادة من لدن السلطات الرسمية والجمهور  بالدقة المتناهية في التنظيم، مما انعكس على تناسق المهرجان مع أهدافه.

 

وبحق تستحق لجنة التنظيم الشكر والثناء والتقدير فقد رفعت الرؤوس، وأنارت الدروب ومهدت الطريق، وأعطت صورة ناصعة بديعة عن روح الفريق الواحد.

 

*د.محمدو حمود*

*منسق مهرجان الطينطان*

تصفح أيضا...